أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


وداعاً...»إسرائيل» !

بقلم : رشاد ابو داود
18-05-2021 12:54 AM

«الدولة تحترق» كان هذا العنوان الرئيسي لصحيفة «معاريف» الاسرائيلية غداة أول صواريخ سقطت على تل ابيب . لم تكتب معاريف «اسرائيل تحترق» بل «الدولة» ، وقد كانت تعني ما تقول باعتبارها صحيفة مهنية عريقة . فهي تعني بكلمة «الدولة» الكيان الذي أقامته الحركة الصهيونية على أرض فلسطين وهي تدرك أن على هذه الأرض شعب حضاري كان يصدر البرتقال الى أوروبا عندما كان اليهود في دولهم الأوروبية منبوذين مكروهين يعيشون في غيتوهات معزولة .

وقد ارتكبت الصهيونية في العام 1948 مذابح ضد اصحاب الأرض اعترف بها المؤرخون الاسرائيليون الجدد ومنهم بيني موريس ، وشردت أغلبيتهم الى خارج قراهم ومدنهم. لكن التاريخ أغمض عينه عن «كذبة» ما يسمى اسرائيل .وللأسف أوهم بعض العرب ، بل معظمهم بالكذبة.

ذكرني عنوان «معاريف» بما قاله نتنياهو سابقاً ما نصه « سأجتهد لتبلغ اسرائيل عيد ميلادها المائة لكن هذا ليس بديهياً ، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تعمر دولة للشعب اليهودي أكثر من ثمانين عاماً وهي دولة حشمونائيم».

ما يعني أنه وغيره من قادة اسرائيل الحالية ، يدرك أن ثمة نهاية للدولة التي أرادها لليهود فقط من خلال قانون يهودية الدولة الذي اقره الكنيست في تموز 2018 وكان من أهم مواده أن «|إسرائيل هي الوطن التاريخي للأمة اليهودية» و « لليهود فقط في إسرائيل الحق في تقرير المصير» . ما يعني أن فلسطينيي 1948 مواطنين من الدرجة الثانية . وبذلك انهارت الكذبة الصهيونية بأن اسرائيل «الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط».

هنا تكمن أهم و أخطر ما في هذه الجولة من الصراع . أعني ثورة أهل الداخل الفلسطيني ضد الكيان الاسرائيلي وهو ما يحدث للمرة الأولى منذ انشائه. كما تكشف عن كذب جوهر اعمدة الصهيونية التي كانت تدعي انها حركة تحرر وطني فاذ بها حركة احتلال وطن . وطن الفلسطينيين الذين لم تغرهم لعبة الديمقراطية ولم تنسهم أهلهم الذين شردتهم عصابات الهاغنا وشتيرن من بيوتهم العام 1948 .

أهل اللد ويافا و حيفا و عكا والناصرة وأم الفحم « حرروا» أحياءهم من المحتل .واقاموا الحواجز ومنعوا المستوطنين الأوائل من دخول أحيائهم . فأن تشهد هذه المدن مقاومة مسلحة بالرصاص يعني من جهة أن التحرير ممكن وأن فلسطينيي الداخل رصيد وطني كبير للتحرير الشامل ، لو أراد العرب فعلاً التحرير. ومن جهة ثانية اسرائيلية ان صدقنا كذبة الديمقراطية ، فان انتفاضة الداخل تعني أن ثمة حرباً أهلية نشبت في الكيان باعتبار أنهم اجبروا على حمل الجنسية الاسرائيلية منذ انشائه .

هذا جانب ، وجانب مهم ، مما فعلته صواريخ المقاومة في غزة التي انطلقت للدفاع عن المسجد الأقصى . وراينا كيف هرع مغتصبو تل ابيب وبئر السبع وعسقلان ومستعمرات غلاف غزة الى الملاجىء هرباً من صوت الحق الذي لم ولن يضيع ، طالما ان وراءه شعب فلسطيني وعربي مطالب ، من رأس الناقورة الى جنوب غزة.

فهل تنتهي «اسرائيل» العام القادم 2022 كما يتنبأ البعض ؟ لا نعول على التنبؤات بل على الحقائق التي نشاهدها مباشرة والرعب الذي دب في عروق المحتلين كلما سقط صاروخ على رؤوسهم .وربما لا « اسرائيل» الى عيد ميلادها المائة كما يرغب نتنياهو وتبعث فلسطين ، كل فلسطين ،الى الحياة من جديد .

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012