أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المقاومة الفلسطينية تفرض واقعًا جديدًا

بقلم : د . هايل ودعان الدعجة
22-05-2021 06:04 AM

انعطافة كبيرة وغير مسبوقة احدثتها المقاومة الفلسطينية في مسار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بتطويرها لمنظومتها الصاروخية التي دكت الكيان الاسرائيلي وجعلت كافة مناطقه في مرماها، ومن موقع الند للند .. وبلغة ان عدتم عدنا .. وهي تفرض وقائع وحقائق جديدة على الارض، وضعت العدو الاسرائيلي في مأزق تاريخي غير معهود، تأكيدا على تطور اسلوب المقاومة وسلوكها ونهجها في ادارة الصراع تطورا نوعيا، بطريقة ستجبر هذا الكيان الغاصب والمصطنع على اعادة حساباته قبل التفكير بالقيام باي مغامرة او اعتداء او عدوان مستقبلي على اي منطقة فلسطينية، لما سيترتب على ذلك من اثمان واكلاف بشرية ومادية وعسكرية وامنية واقتصادية باهظة بات عليه دفعها اذا ما فكر بالاقدام على هكذا مخاطرة . وما موافقته وقبوله بوقف اطلاق النار دون شروط بعد ان اعتاد على التحكم بمسار المواجهات السابقة مع الفلسطينيين وادارتها ونتائجها وفرض ارادته وشروطه، الا بمثابة الاعتراف بحدوث تحول في لغة هذه المواجهات واساليبها، وكما دل على ذلك ضربات صواريخ المقاومة المكثفة المزودة برؤوس متفجرة ذات قدرة تفجيرية وتدميرية هائلة، احدثت حالة من الدمار والهلع والخوف في الشارع الاسرائيلي، وشلت نشاط القطاعات الاقتصادية الاسرائيلية . الامر الذي سيجعلنا نقف عند اهم التطورات والتحولات والانتصارات الفلسطينية التي رافقت الاحداث التي شهدها قطاع غزة خلال الايام الماضية، خاصة الدور البطولي الذي قامت به المقاومة الفلسطينية، والذي جسد تحولا وتطورا لافتا في معادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بطريقة جعلت الكفة تميل لصالح الجانب الفلسطيني . ولعل من ابرز هذه التحولات والانتصارات، اختراق منظومة الامن الاسرائيلية ومناعة الامن القومي الاسرائيلي وتحديدا في تل ابيب التي سيتغير فيها نمط واسلوب الحياة والى الابد بعد ان باتت غير امنة، كذلك اعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة من جديد بعد التراجع الذي شهدته على الاجندات العربية والاقليمية والدولية مؤخرا، بالاضافة الى هبة الداخل العربي الفلسطيني المحتل، انتقاما من تصرفات المستوطنين والشرطة الاسرائيلية، ومحاولات طمس الهوية الفلسطينية العربية، وهي الهبة التي وحدت القوى والفصائل الفلسطينية نحو هدف واحد، واكدت على ان الحالة الفلسطينية واحدة في مواجهة السياسة الاسرائيلية القائمة على الفصل العنصري والتطهير العرقي والعزل السياسي والجغرافي، وان زمن الاستفراد بالمناطق الفلسطينية قد ولى بعد خضوع الفعل الاسرائيلي الى حسابات جديدة محرجة ومكلفة في ظل معادلة توازن الردع الجديدة التي فرضها الجانب الفلسطيني، الذي اصبح يملك زمام المبادرة والمبادلة والمفاجأة، وبات صاحب رأي وكلمة في قرار وقف اطلاق النار والصراع عموما . مما سيعزز من موقف المفاوض الفلسطيني في اي عملية تفاوضية من خلال رفع سقف شروطه ومطالبه وبنفس المنتصر الذي بات يملك الكثير من الاوراق، لتشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة في اشارة الى خروج الفلسطينيين من النطاق الضيق الذي طالما سعت اسرائيل الى ابقائهم فيه ممثلا بغزة . مع احتمال ان تدفع الاحداث التي شهدتها غزة وتبرر لجميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك السلطة الفلسطينية الى اعادة النظر باسلوبها وسلوكها في التعامل مع الكيان الاسرائيلي من حيث تفعيل النشاط العسكري ووقف العمل بالاتفاقيات الموقعة معه والتنسيق الامني معه ايضا، وربما حل نفسها لالقاء مسؤولية الاراضي الفلسطينية على عاتق الكيان الاسرائيلي، ونقل ملف القضية الفلسطينية الى الامم المتحدة لتتحمل مسؤولياتها تجاهه .

لقد تعززت قناعة المقاومة الفلسطينية، بان ضربات الكيان الاسرائيلي المكثفة هي اقصى ما يمكن له فعله، وانها لم ولن تنال من عزيمتها وارادتها واصرارها على مواجهته من موقع الند للند عبر تطوير منظومتها الصاروخية واسلحتها الحربية، لمواصلة تهديد وضعه الامني، وهو التحدي الجديد الذي فرضته على هذا الكيان الغاصب، دفاعا وانتصارا للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه العادلة والمشروعة واقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.

(الدستور)


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012