أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سمير الرفاعي .. الاختبار الاخير

بقلم : المحامي محمد الصبيحي
25-06-2021 04:21 PM

بصراحة انا غير واثق من قدرتك على السباحة وسط التيارات السياسية والمناطقية والعشائرية في مشروع اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وهذا لا يعني أنني متشائم او متربص للفشل كما هو شأن تيار عريض في الشارع السياسي يستعد مبكرا لحفل نعي مخرجات اللجنة، وإنما لان مستوى ثقة الشارع بمشاريع الأصلاح والتحديث وصلت إلى درجة متدنية جدا، فلم يعد سرا القول اننا ومنذ العام 1990 فشلنا في الوصول إلى قانون انتخاب توافقي جيد، بل وجاءت حكومات تلاعبت بقوانين الانتخاب بهدف ضرب تيارات سياسية وأبعادها عن مجلس النواب، وفشلت او لم تر النور مشاريع لجان وحوارات تعرفونها.

ان قطاع المتفائلين والمتفاعلين مع عمل اللجنة لا يكاد يرى للمراقب المحايد بينما يغطي المشهد أغلبية لاتنتظر ولا تتوقع شيئا يلمس حياتهم المعيشية ويفتح فرصا للعمل والسعي نحو لقمة العيش يضاف إليهم قطاع الغاضبين من استبعادهم من عضوية اللجنة التي يرون انها ستفشل بدونهم وقطاع المشككين المتذمرين من كل شيء، وفئة تعبث في الخفاء تضمر الشر للدولة والنظام السياسي برمته.

انها معركة صعبة في ظروف حادة واستعداد قليل، وإذا لم تنتزع النصر فستكون معركتك الأخيرة في حياتك السياسية تطوي بها كتاب العائلة السياسي نهائيا.

على أن الخطورة لا تكمن في نجاح سمير الرفاعي أو فشله وإنما هي كما قال الصديق الاستاذ جميل النمري في مقاله في صحيفة الدستور (( انها الكارثة اذا تكشف مشروع اللجنة عن مجرد مشاغلة لا تضمر نيّة جدّية لانجاز الاصلاح ( أو التحديث ) المنصوص عليه حرفيا في كتاب التكليف للجنة.)) ويضيف النمري (( بل القطيعة النهائية مع الخطاب الرسمي وتحول قطاعات اجتماعية من الاحتجاج الى الرفض ومن المعارضة الى المقاطعة وأحيانا العصيان. سنذهب الى تمزق اجتماعي وتدهور مؤسسي يقترب بنا من نموذج الدولة الفاشلة)).

وإذ اتفق تماما مع ما كتبه النمري _ وأنصح بقراءته بعناية _ فإنني أضيف اليه ان الوقت لم يعد يتسع لتصفية الحسابات والمعاتبات فالفشل يعني ان النظام السياسي الأردني عاجز عن تطوير نفسه ووصل إلى طريق مسدود ويكاد يصل إلى الحالة اللبنانية _مع اختلاف المكونات _ وعندها لن يملأ الفراغ سوى حكومات عسكرية او فوضى سياسية أمنية؟

ان اعجبنا سمير الرفاعي او الم يعجبنا وان اعجبنا تشكيلة اللجنة او لم تعجبنا فإن على من يحبون الرفاعي وزملائه او لا يحبونهم ان يتذكروا أنهم يحبون الأردن الوطن والشعب الذي سيدفع ثمن الفشل أوسيجني ثمرة النجاح، وعليهم المساهمة في النجاح وليس وضع العصي بين الدواليب.



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012