|
|
|
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
معركة الكرامة وكرامات الشهداء
بقلم : ا.د. أنيس خصاونة 28-06-2021 04:21 AM شكلت معركة الكرامة منعطفا تاريخيا في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ،إذ أحبط الجيش العربي خطط مستهترة لوزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه دايان الذي طمأن كبار قادة جيشه بأنهم سيحتسون الشاي في السلط. لسنا هنا بصدد الخوض في التفاصيل الدقيقة للمعركة ولا ذلك الإستبسال والتضحيات الكبيرة التي بذلها الجيش العربي في معركة الكرامة ،فقد قيل في ذلك الكثير وأصبحت مجريات وتفاصيل معركة الكرامة تدرس في عدد من المعاهد العسكرية على المستويين الإقليمي والدولي. الأردنيون لم ينكروا يوما تضحيات الفدائيين في تلك المعركة ومساهمتهم في تحقيق الصمود ودحر العدو ولكن المعركة كانت معركة بين جيشين ولم تكن حرب عصابات ودور الفدائيين على أهميته لم يكن يشابه عسكريا وتكتيكيا دور الجيش النظامي. استمعت للقاء صحفي في برنامج شاهد على العصر مع المرحوم الفريق مشهور حديثة الجازي قائد معركة الكرامة واستحسنت تلك اللغة والمنطق الذي استهل فيه اللقاء، وتعليقه على دور الفدائيين في المعركة وفيما إذا كان هناك انتقاص من دورهم ومساهمتهم في النصر الذي تحقق. وجدت الفريق الجازي رحمه الله قد سبق الجميع بلباقته وسعة افقه عندما قال إن مواجهة العدو والتصدي لجحافله ودباباته وطائراته كان عملا منسقا وأدوار موزعة تكمل بعضها البعض ولم يكن في حسبانه لمن ينسب النصر ،مع تأكيده أن المعركة كانت بين جيشين دون أن إنكار لمساهمات الفدائيين وتضحياتهم في المعركة. تزعجني تلك الانقسامات والمناكفات حول معركة الكرامة والتي من المفروض أن توحد الأردنيين والفلسطينيين وأن تكون مصدر لعزهم ومثال للصمود والعزيمة والإرادة التي دحرت جيشا مجحفلا رغم عدم التكافؤ من حيث العدة والعديد. كرامات المئات من شهداء الجيش العربي الأردني ينبغي أن نحترمها ونحترم مشاعر أسرهم وأبنائهم وأحفادهم تماما مثل احترام الشهداء الفلسطينيين الذي لبوا النداء وتصدوا للعدو الغاشم. ماذا نستفيد من ذلك الانقسام والإنكار للتضحيات ما دام أن عدونا واحد ؟وما هو الداعي لمحاولة إثارة الشحناء والبغضاء واستغلال ذكرى حدث مشرف لفتح نقاشات أقل ما يقال فيها إنها تحريض وإثارة للفتنة واختلاف على معركة نعتبرها في صميم وجداننا الوطني والعربي. بالله عليكم أوقفوا هذا النزف وارحموا أرواح شهداء الكرامة وأبطالها الذين لم يخطر ببالهم وهم يواجهون عدوا عاتيا أن خلافا سينشأ حول حجم وكم الدماء الأردنية والفلسطينية التي روت بنجيعها أرض الكرامة. رحم الله شهداء الجيش العربي وشهداء الفصائل الفلسطينية الذين خاضوا المعركة وتوحدت فيها إرادتنا وتمكنا من دحر العدو الغازي. معركة الكرامة حدث عسكري تاريخي أضحى عنوانا لعزة الجيش فلا تفسدوا علينا هذا الحدث ولا داعي لإعادة هندسة التاريخ والأحداث وربطها ببعض الانتكاسات في العلاقة الأردنية الفلسطينية..كفى
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق