أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مكافحة التضليل الاعلامي !!!

بقلم : هاشم نايل المجالي
30-06-2021 05:36 AM

ان النشاط الاعلامي يعتبر من اقدم النشاطات البشرية التي ارتبطت بالتواصل بين الجماعات وطبيعة ادارتها للعلاقات ، وما دام هناك نشاط اعلامي فان عمليات التضليل سواء في نقل الخبر أو اساليب تداوله تصبح جزءاً من هذا النشاط .

ومفهوم التضليل هو ضد الرشد والهدى ، ويعطي مساحة كبيرة من الضبابية على صحة الخبر ليحيده عن الصحيح ويستنكر وجوده فهو يعرض جزء من الحقيقة ويبني عليها معلومات خاطئة من المفاهيم المغلوطة والخلط بين اكثر من مفهوم .

فتزيف الحقائق اصبح لغة العصر لدى كثير من الجهات لتحقيق مصالحها الذاتية سياسية او اجتماعية او اقتصادية ، منها اخفاء جرائم الحروب او التعتيم على الاخبار الحقيقية لكثير من القضايا والازمات ، كلها تعمل لقيادة العقول باتجاه مغاير للحقيقة فهو تلاعب في عقول البشر وله اسسه النفسية وله منهجيته .

فلقد اصبحنا نعيش في مدرسة التضليل الاعلامي ، والاهم من ذلك آلية توعية الناس والشباب خاصة من اساليب التضليل الاعلامي ، وهم اكثر فئة مندمجة في ساحات الاعلام المختلفة والمتضاربة .

وحتى لا يشرب غالبيتهم سم الكذب ويعمموه فالتحريف الاعلامي بالفيديو وغيره اصبح له تقنيات حديثة ، فهناك من يلفق الحقائق سواء عن احداث المعارك او ازمات او تصريحات لمسؤولين باسلوب نفاق سياسي ليجير الموضوع لصالح جهة آخرى مقابل المال او موقف سياسي ، باسلوب غوغائي بانحياز واضح وصريح لجهة على حساب جهة اخرى ، باسلوب الهيمنة على الحقائق حتى في النقاش بادعاءات كاذبة على انه يمتلك الحقيقة .

فدولة كبرى مثل فرنسا بدأت بتأسيس وكالة خاصة لمكافحة التضليل الاعلامي الداخلي والخارجي ، لمكافحة الاخبار المزيفة التي تهدف الى زعزعة أمن واستقرار الدولة ، وتساعد السياسيين والدبلوماسيين والصحافة على ادراك كثير من الحقائق ودقة المعلومات ، فوجدت ان ما بين 400 الف تغريدة حول خبر ما قد تكون هناك 200 الف تغريدة جاءت من منطقة نائية او سفينة وسط البحر او مكان لا يعرف ماهيته .

كذلك فان دول العالم الثالث صارت عرضة للهجمات والاختراق والتأثير والتضليل الالكتروني ، والمضللين لهم مهارات احترافية في صياغة الاخبار المزيفة ، وغالبية الناس لا تبحث عن المصادر الرسمية للحقيقة او تدقيق المعلومات المضروبة .

فلماذا لا يكون لدينا في احدى الصحف اليومية مركز متخصص لمواجهة ومكافحة التضليل الاعلامي بانواعه ، ويكون مرجعية لكل مواطن للتأكد من صحة الخبر ودقته ، ويكون المركز يتعاون مع كافة الجهات المعنية لتزويده بصحة المعلومة كل حسب اختصاصه .

لقد اطلقت اليونسكو ومؤسسة فريدرش ناومان في اليوم العالمي لحرية الصحافة الدليل التدريبي تحت عنوان ( الصحافة والاخبار الزائفة والتضليل ) ، وهو دليل للتدريس والتدريب في مجال الصحافة ، والذي يوفر ادوات مهمة لوسائل الاعلام لمواجهة ازمة التضليل التي تجتاج الوطن والعالم اجمع .

فهناك اضطراب في المعلومات يجب ان يتدرب الصحفيين على آلية مواجهة هذه الآفة ، وهناك حقيقة وثقة ومباديء تدقيق الحقائق .

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012