أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الانضباط ...

بقلم : لارا علي العتوم
30-06-2021 06:42 AM

تمثل العديد من التطورات تحدياً لتصوراتنا التقليدية عن ماهية السياسية وأين موضعنا فيها في السياق الدائر حولنا! حيث انها تشكل الحياة اليومية للكثير، فلم يتفوق اي شارع على الشارع الاردني الذي يُعرف بالشارع السياسي بإمتياز وهذا ما دَفع لتَقَبُل العديد من الحراكات.

المقال الأخيرأعطى الضرروة للانتباه للتعيينات والاختيارات، وان نعود ونعاود التفكير في الواسطة والترضيات و التزكيات الغير عادلة التي باتت تجلب العديد من المغالطات، فبدلا من أن نقرأ من رئيس مركز دراسات وعضو لجنة تحديث المنظومة السياسية تفسيراً للانماط الجديدة من السياسات الناشئة والمتطورة كان للاسف قراءة مقال لا يمثل فقط اختراع في منحنى تاريخي هام لدينا بل في المنطقة كلها متجاهلا الحقائق ومدعوما بالانتقالات العابرة المحلية في وقت تتعرض السلطة السياسية ليس فقط في البلاد بل في العالم للعديد من المغالطات بسبب مجموعة من التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

لا شك ان المقال الاخير يستدعي التفاعل مع النقاشات والاسهامات وتوضيح العديد من المصطلحات و دراسة ما بعد الحروب التي خاضها الاردن والوقوف عند نتائج الدرسات الثقافية وخاصة الانثروبولوجية لان هذه الحقول هامة في تعزيز الربط بين الهوية والثقافة والسياسة ، إذ لا يزال بيننا للاسف من يجتاز الفواصل بين التكوينات الثقافية والسياسية واسقاط الحقائق لخلق الاختلافات ذات معنى بطرق لا تتسق بالضرورة مع اي حقيقة او تاريخ او تراث مما يُشكل التهديد والعمل المستمر لاقتلاع الهويات السياسية من السياقات القومية.

في العديد من البلدان تعتبر الحقبة التي يعشها او يمر بها الاردن اليوم حقبات هامة تعزز ظهور المفكرين الذين نجد برامجهم السياسية واعمالهم الفكرية نابعة من مساحات خارج مساحة السياسة الرسمية فتكون كحركة تقدمية للشعب ومن الشعب، وليس العكس مما يجعل الامة في حالة اعادة صياغه لمفهوم ذاتها وتوسعة مساحتها وتحجيم الاختلافات وتقليل المسافات بين افرادها .

اذ لم يكن يوما العالم الاجتماعي عبارة عن ممارسات متراكمة متكررة لان الجانب الاجتماعي يتمدد خارج الاطر المؤسساتية للمجتمع وتناقضاته لكشف عرضية تلك الاطر، لذلك فإننا نرى باستمرار حركة بنية المجتمع لبناء الممارسات الاجتماعية ليس فقط متكررة بل قد تكون احيانا في حالة إعادة لتركيبها من جديد لذلك فإن الحركات السياسية الناتجة تعمل داخل المفهوم التركيبي لها مؤكدة ببساطة اللاحدودو لطموحاتها والالتزام العالي بوطنيتها مما يجعل اعادة البناء السياسي او التحديث ليس خللا او فراغا بقدر ما هو مواكبة للتطور والتنوع والتقدم مما يجعل استحالة التعاطف مع التقاطعات التاريخية الهامة في حياتها وحصر الابداع في زواياه الخاصة به .

حمى الله الاردن

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012