أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تموز.. رياح الثورات.. !!؟؟

بقلم : رشيد حسن
01-07-2021 04:55 AM

تموز في الاسطورة هو شهر الخصب والتحولات الجذرية.. شهر كسر الانماط السائدة ..والتابوهات.. شهر رياح الثورات تقتلع الطغيان من جذوره وتهدم السجون من اساسها .. وتغير وجه التاريخ ..

واذا كان صعب علينا استقصاء كافة الثورات التي وقعت في هذا الشهر.. فلا بد من الاشارة الى ثلاث منها غيرت وجه التاريخ ..

وتعتبر الثورة الفرنسية اهم هذه الثورات .. وكانت بمثابة بركان ووزلزال عظيم وصلت ارتداداته الى كافة انحاء العالم .. وحرك احاسيس المظلومين في مشارق الارض ومغاربها..ولا تزال الهبات الشعبية تستلهم روح الثورة الفرنسية في المطالبة بالحرية والمساواة والاخاء .. هذه الروح التي هدمت «الباستيل» وجعلت شعارها تحرير الانسان من الظلم والظلام ، .. واجتثاث الطغاة .. وحز رقابهم بالمقاصل المرعبة..

ومن المؤسف ان ابناء واحفاد هذه الثورة العظيمة .. اكلوا بعضهم بعضا .. وانجبوا «روبسبير» القاتل.. فكان الاستعمار الفرنسي هو النموذج الابشع والاخطر في تاريخ الاستعمار.. وها هي جماجم ابطال الجزائر لا تزال محتجزة في المتاحف الفرنسية .. ولا زالت الجزائر هي الرقم الاعلى في عدد الشهداء على يد هذا الاستعمار المرعب .. اذ قدمت مليونا ونصف مليون شهيد على مذبح الحرية ..والخروج من ليل فرنسا الحالك السواد .. وبالامس القريب اعثذر الرئيس الفرنسي عن الدور الفرنسي المخزي في ابادة مئات الالاف لا بل الملايين في « رواندا وبروندي»»..!!

والثورة الفرنسية انجبت الثورة الاميركية .. وهي ثورة عظيمة بكل المقاييس ولا تزال مفاعليها مستمرة حتى الان .. فاذا استطاعت ان تحرر القارة الاميركية من الاستعمار البريطاني، فانها لم تستطع تحرير الانسان الاميركي الابيض من عقدة التمييز العنصري.. وجريمة» قتل فلويد» الاميركي الاسود على يد شرطي ابيض عن سابق اصرار .. ونال حكما بالسجن لاكثر من «20» عاما بالامس القريب ، تؤكد ان احفاد «ابراهام لتكولن» محرر العبيد.. لم يستطعيعوا ان يكملوا حلمه، ولا تزال الملايين من ذوي البشرة السوداء يعانون من العسف والتمييز ويتعرضون يوميا للتصفية الجسدية .. من قبل «الابيض» وكل ذنبهم ان بشرتهم سوداء..

لا نستطيع ونحن نستعرض اهم ثورات شهر تموز .. ان ننسى ثورة 23 تموز الخالدة .. ثورة الضباط الاحرار.. التي حررت الانسان المصري من العبودية .. من عبودية الاقطاع .. واعادت له ادميته .. فشعر لاول مرة منذ مئات السنين انه انسان.. حر .. قادر ان يمارس حريته .. وقادر ان ينام ليله الطويل مع بهية في العزب والنجوع دون ان تنال منه عصا العمدة ، او عصا العسكري البريطاني.. واستطاعت هذه الثورة برؤية قائدها البطل عبدالناصر ان تعيد مصر الى امتها .. الى الحضن العربي، وترفع المشرع القومي العربي الكفيل بوحدة الام واستعادة امجادها .. وطرد فلول المستعمرين وفلول الصهاينة المجرمين ... ومن هنا توالت عليها المؤامرات الاستعمارية وتوحدت رؤوس اعداء العروبة ، لضرب حاضرة الامة .. ومشروعها النهضوي واعادتها الى القمقم من جديد .. وهكذا كان - مع الاسف الشديد ..!!

والناظر في حال مصر اليوم، وتجرؤ اثيوبيا عليها ... ومؤامرة حرمانها من حقها الكامل في مياه النيل .. يدرك حجم المؤامرة .. وتجرؤ بغاث الطير عليها.. بعد توقيع اتفاقية «كامب ديفيد».!!

نتفاءل بتموز .. ونتفاءل بثوارات وثوار تموز .. الذين اشعلوا قناديل الحرية لتضيء العالم كله .. ولن تجرؤ الرياح الصفراء على اطفائها ابدا .. ما دامت الشمس تشرق كل يوم مبشرة بيوم جديد .. وما دام الليل يرحل مبشرا بنهاية الظلام .. وما دام سيف غزة يلمع في سماء القدس مبشرا بنهاية الاحتلال .. وان غدا لناظره قريب.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012