|
|
متخصصون : تعرض الطفل للعنف اللفظي يقوده الى سلوكيات هدامة
14-04-2012 02:11 PM
كل الاردن - كل الأردن – من وفاء مطالقة ومجد الصمادي - التقليل من شأن الطفل وتعرضه للعنف اللفظي وتهديده بالعقاب القاسي اضافة الى تجاهل الاسرة والمدرسة له وعدم دعمه عاطفيا , من المؤشرات التي اجمع متخصصون على تاثيرها السلبي على سلوكيات الاطفال . ويشيرون لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) الى ان تعرض الطفل للاساءة اللفظية يؤدي به الى الانقياد السلبي نحو الآخرين وتأخر تطوره الجسدي والعاطفي والفكري وممارسته لسلوكيات هدامة تجاه نفسه والاخرين والخجل المتكرر الى درجة وصف نفسه بجمل سلبية .
ولم يكتف احد معلمي احدى المدارس الخاصة وفقا لقول الطالب علي الذي يدرس في الصف السابع فيها , باستخدام الالفاظ القاسية بحق الطلاب بل انه يمارس عنفا نفسيا من نوع اخر وهو انقاص العلامات بحق الطالب (المشاكس ) , بوضع اشارة ناقص واحد على ورقة الامتحان مثلا .
وزارة التربية والتعليم ووفقا لمدير ادارة التعليم فيها الدكتور صالح الخلايلة فان اسلوب حسم العلامات مرفوض وعلى المعلم اتباع وسائل وقائية وعلاجية للتعامل مع الطالب .
ويشير الى جهود الوزارة في منع العنف في المدارس بجميع اشكاله خاصة العنف اللفظي ومن بينها حملة ( معا نحو بيئة مدرسية آمنة ) التي بدأت قبل حوالي ثلاث سنوات بهدف منع العنف و(التنمر) الممارس على الاطفال والتي اظهرت تراجعا واضحا ما يؤشر الى نجاح الحملة التي تعد اسلوبا وقائيا من العنف .
ويبين انه يتم عقد دورات للمعلمين حول كيفية التعامل مع الطلبة خاصة المشاغبين منهم عن طريق قسم الارشاد في الوزارة مشيرا الى وجود ثمانمئة مرشد في جميع انحاء المملكة لتوعية المعلمين بالوسائل الحديثة للتعامل مع الطلبة لضمان عدم تسربهم وتقديم نوعية تعليم بجودة عالية .
' ما تشهده بعض الجامعات من عنف من قبل بعض الطلبة يعود كردة فعل لما كان تعرض له هؤلاء الشبان من اساءة لفظية داخل الاسرة او المدرسة ' كما تقول اخصائية الاستشارات الاسرية الدكتورة نجوى عارف .
وتؤكد ان ضرر الاساءة اللفظية يؤدي الى خوف وهروب الطفل من المدرسة والتنمر والشللية ومرافقة اصحاب السوء داعية الاهل الى تفادي هذه المشكلة من خلال انتقاد سلوك الطفل وليس شخصيته لانه في حال فشل الطفل بشيء ما فان سبب ذلك يعود الى عدم امتلاكه مهارات لانجاح سلوكه ولان الاطفال ايضا يتعلمون من سلوك الاهل وافعالهم وليس من اقوالهم . وتقول ان الاساءة اللفظية تعتبر نوعا من انواع العنف الممارس على الاطفال الذي ينتج عنه آثار سلبية منها انه يصبح عديم الثقة بنفسه وغير متفاعل مع الاسرة والمجتمع ويصبح لديه اضطراب بالشخصية وينظر الى نفسه نظرة دونية, كما يصبح سهل الانقياد الذي يؤدي الى الانحراف والاجرام , وعدم القدرة على اتخاذ القرار ويتحول الى شخص عنيف لان العنف لا يأخذ فقط الشكل اللفظي بل يتعداه الى العنف الجسدي الذي يمارسه على اخوته وزملائه بالمدرسة او الحيوانات الاليفة في المنزل .
وتبين ان الاساءة اللفظية التي يتعرض لها الطفل في المدرسة تؤثر بشكل مباشر على تدني تحصيله الاكاديمي لانه مرتبط بتدني مستوى الذات لديه ويبقى يفكر في مشكلته والالفاظ التي سمعها ويقنع نفسه بها ويتقمصها .
اما المنزل الذي يعتبر النواة الاساسية للتربية فتقول الدكتورة نجوى انه اكثر تأثيرا وضررا لان الطفل يتقبل اولا ما تتلفظ به الاسرة فيصبح من السهل عليه تقبل الاساءة من الخارج ، فإذا كانت هناك علاقة جيدة بين الطفل واسرته فلن يسمح بحدوث الاساءة من خارج المنزل .
وحول الاساءة اللفظية في المدرسة تؤكد ان ضررها يؤدي الى خوف وهروب الطفل من المدرسة والتنمر والشللية ومرافقة اصحاب السوء , وانه لتفادي هذه المشكلة علينا القيام بانتقاد سلوك الطفل وليس شخصيته لانه في حال فشل الطفل بشيء ما فان سبب ذلك يعود الى عدم امتلاكه مهارات لانجاح سلوكه . مديرة وحدة تطوير برنامج حماية الطفل في مؤسسة نهر الأردن سيرسا قورشه تؤكد ان جميع أشكال الإساءة للطفل تسبب له الألم وتؤثر سلباً على تطوره وتعلمه موضحة ان الاساءة اللفظية لها عدة اشكال مثل التوبيخ أو الإلحاح أو التعبير عن عدم الرضا أو خيبة الأمل لفظاً والصراخ والسبّ واللعن والإهانة والتحقير للطفل أمام الآخرين واحباطه من خلال النقد الشديد والدائم والتهديد والترهيب والتسلط اضافة الى نقص الدعم العاطفي والتشجيع ونقص الحب والطمأنينة.
وتقول ان الإساءة اللفظية تندرج تحت الإساءة العاطفية وهي أكثر أنواع الإساءة شيوعا , ومن المؤشرات على تعرض الطفل لذلك وصفه لنفسه بجمل وصفات سلبية والخجل المتكرر والطاعة والانقياد السلبي نحو الآخرين وتأخر تطوره الجسدي والعاطفي والفكري وممارسته لسلوكيات هدامة تجاه نفسه والإلحاح عند الطلب بشكل لا يتناسب مع الطلب .
وتستعرض قورشه الاثار السلبية للإساءة اللفظية للطفل ومنها - التبول اللإرادي وقضم الأظافر والهز والتلعثم في الكلام والانطواء والانسحاب الاجتماعي واضطرابات في النوم والقلق والخوف والحزن والسلوك العدواني نحو الذات، والآخرين والممتلكات .
وتشدد على ضرورة الاهتمام بجوانب النمو المختلفة للطفل بما فيها العاطفية حيث تعزز نموه المتكامل والصحي مشيرة الى ان استفسارات الطفل وحركته لاستكشاف البيئة من حوله وسيلة تعلم فعالة وصحية .
'الاذى النفسي أعمق من الجرح' كما تقول قورشة حيث أن الكلمة النابية تقلل من ثقة الطفل بنفسه وتشعره بأن لا قيمة له , وان تعنيفه من أجل الدراسة سبب من أسباب الفشل المدرسي .
وتدعو الاهل الى اتباع الحوار الإيجابي بينهم وبين اطفالهم وتشجيع قدرتهم على المشاركة في إيجاد الحلول وتقديرهم وتشجيعيهم باستمرار , وأن تتناسب توقعاتهم مع قدرات الطفل ومرحلته العمرية . وتقول ان اللجوء إلى المرشدين التربويين في المدارس أو مراكز الإرشاد الأسري يعتبر جيدا في حال عدم قدرة الأهل على التعامل مع الطفل او الموقف .
' أكثر من ثلثي أطفال الاردن يتعرضون إلى الإساءة اللفظية من الوالدين والمعلمين والاداريين في المدرسة كما يتعرض حوالي نصف الاطفال الى الاساءة ذاتها من الإخوة والاطفال الاخرين في المدرسة.' حسب نتائج الدراسة الوطنية حول العنف ضد الاطفال التي اعدتها وزارة التربية والتعليم والمجلس الوطني لشؤون الاسرة ومنظمة اليونيسيف عام 2007 .
وحسب نتائج الدراسة فان اعلى نسبة للعنف اللفظي كانت 45 بالمئة وهي الصراخ في الوجه .
الخبيرة في حقوق الطفل المحامية رحاب القدومي تدعو الاباء الى التوجه الى القضاء في حال تعرض ابنائهم لاي اساءة لفظية تندرج تحت بند ( السب والشتم والتحقير ) والتي عالجها قانون العقوبات الاردني بشكل واضح .
وتبين وجود نص قانوني في مشروع قانون حقوق الطفل : ' اي شخص يرى طفلا يتعرض لاي نوع من انواع العنف عليه ان يبلغ الجهات المسؤولة تحت طائلة المسؤولية الجزائية ' موضحة ان ذلك يحتاج الى شهود . وتشير الى ابرز نتائج دراسة مسحية حول عمالة الاطفال اجريت في العام 2002 مبينة ان معظم الاطفال وفقا للدراسة تسربوا من المدارس نتيجة تهكم المعلمين وشتمهم وبالتالي هروبهم من المدرسة واتجاههم نحو العمل والهدف عدم الذهاب الى المدرسة .
مساعد الامين العام للمجلس الوطني لشؤون الاسرة محمد مقدادي يقول انه تم تطوير برنامج تنمية الطفولة المبكرة - التوعية الوالدية من وحي اتفاقية حقوق الطفل بمنحهم دعماً أفضل ضمن سياق الأسرة والمجتمع والدولة .
ويولي المجلس الارشاد الاسري عناية خاصة بهدف توجيه افراد الاسرة وتوعيتهم بالاساليب الفعالة في معالجة المشكلات الاسرية ووقايتهم من المشكلات الاجتماعية والنفسية والقانونية التي تواجههم .
ويشير الى ان المجلس انشأ بالشراكة مع امانة عمان الكبرى وعدد من الجمعيات والمؤسسات الوطنية مراكز للارشاد الاسري تضم مجموعة من الفنيين المتخصصين لمساعدة أفراد الأسرة على التعرف على مشكلاتهم سواء أكانت اجتماعية أو نفسية أو قانونية , والعمل على حلها بأسلوب علمي لإعادة الاستقرار إلى الأسرة وتدعيم أركانها.
ويقول ان المجلس عمل وبالتعاون مع برنامج الخليج العربي للتنمية (اجفند) على دعم مشروع التوعية الوالدية لمدة سنتين من خلال الوصول إلى 54 ألف أسرة عن طريق عقد دورات تدريبية من قبل 13 مؤسسة وطنية (شبكة البرنامج الوطني للتوعية الوالدية) من خلال عقد 1530 جلسة تدريبية للأهالي حول رعاية الأطفال ونشر مواد تعليمية وإعلامية تستهدف الأسر والمجتمعات المحلية حول نمو وتطور الطفل .
ويقول انه تم إعداد كتيب توعوي موجه إلى الأهل والعاملين مع الأطفال كملخص للدليل التثقيفي للعاملين مع الأهالي حول تطور الطفولة المبكرة المعد من قبل منظمة اليونيسف والشركاء الوطنيين لمشروع التوعية الوالدية.
( بترا )
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|