أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سياسة الاستخذاء والاستجداء..!!؟؟

بقلم : رشيد حسن
11-07-2021 04:00 AM

في القضايا الوطنية الكبرى.. قضايا التحرر والتحرير.. لا وجود لسياسة الاستخذاء.. فالمحتل وبغض النظر عن جنسيته.. لا يستجيب بالعادة لنداء العواطف.. ولزوميات الاخلاق.. ولا يحترم القانون الدولي.. وحقوق الشعوب في الحرية والاستقلال والخلاص.. وانما يستجيب فقط للغة القوة.. فالدول ليست جمعيات خيرية، توزع السكر والرز والحليب وزيت السمك..الخ.. بل هي محكومة باستراتجيات، تحدد افعالها ورسالتها واهدافها!!.

ومن هنا فهذه الدول لا تتنازل عن ارض تحتلها الا بالقوة.. وبالقوة فقط.. عندما تتأكد بان خسائرها ستكون كبيرة.. اذا لم ترحل.. وانها لا تستطيع الاستمرار في دفع الخسائر والدماء الحارة مقابل البقاء في ارض تحتلها..!!.

فاميركا لم تنسحب من فيتنام.. لانها خرقت القوانين الدولية.. ووقف العالم كله ضدها.. وضد عدوانها البشع.. الذي ادى الى مقتل اكثر من ثلاثة ملايين فيتنامي.. وانما اجبرت على الانسحاب عندما ثار الشعب الاميركي ضد الرئيس جوسون، وضد حكومته.. بعد ان امتلأت القواعد الحربية الاميركية بنعوش الجنود الاميركين العائدين من فيتنام..

وفرنسا لم تنسحب من الجزائر، حبا بالشعب الجزائري. الذي قدم مليون ونصف مليون شهيد على مذبح الحرية.. ولا تزال جماجم الثوار الابطال في متاحف فرنسا.. بل اجبرت على الانسحاب بالقوة.. ورغم انفها.. عندما اصبحت خسائرها لا تطاق.. واصبح الجيش الفرنسي والمستوطنون الفرنسيون مهددون بالموت او الاسر..!!.

وبريطانيا ايضا لم تنسحب من شرقي السويس، الا بعد ان تأكدت انها غير قادرة على مواجهة قوى التحرر التي اطلقتها ثورة 23 تموز.. وبعد هزيمتها وفرنسا في العدوان الثلاثي عام 56.. فانسحبت تلعق عار الهزيمة.. وقد سلمت اميركا راية الاستعمار الجديد..

وما دام الشيء بالشيء يذكر.. فرغم التنازلات الكبيرة والخطيرة التي قدمتها القيادة الفلسطينة، في «اوسلو» واخطرها التنازل عن 78 % من ارض فلسطين العربية.. الا انها لم تستطع ان تقنع العدو بالانسحاب من شبر واحد من ارض فلسطين.. وبقي مصرا على استكمال مشروعه الاستيطاني الاحلالي، وبقي مصرا على مواصلة حرب الابادة على الشعب الفلسطيني فشن ثلاثة حروب قذرة على غزة، واستمر في اغتيال المصلين في الاقصى والابراهيمي، وهدم مئات الاف من المساكن واستخدام اساليب تعذيب لا اخلاقية ضد السجناء وحقنهم بادوية تسبب السرطان ما ادى الى استشهاد اكثر من 220 اسيرا في معتقلات العدو.

باختصار.. مطلوب من القيادة الفلسطينية عدم الانخداع والاستمرار بهذه الاتفاقية فالمشهد لا يخدع احدا، فالاستمرار يبقي شعبنا رهينة الاحتلال والارهاب الصهيوني..

لا بديل عن المقاومة لمن يريد ان يكون له وطن عزيز كريم.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012