أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


رفعة العمل الطبي بتكاملية ثالوثية

بقلم : د ابراهيم الهنداوي
14-07-2021 05:00 AM

إن الأردن بإنسانه المميز علماً وثقافة وتأهيلاً في مختلف العلوم وخاصة الطبية منها، هو مدار إعجاب الصديق والعدو، حيث اختطت السياسة التعليمية على مدار العقود السابقة ومنذ فجر الاستقلال سياسة تربوية كانت تسعى إلى صقل الأردني بكينونة التعليم المميز تربية وتحصيلاً وثقافة وخلقاً كي ينهض هذا الإنسان بوطنه الأردني والعربي، ويكون فخراً لأمته في مجال التعلم, كيف لا وهاهو الأردني يجوب أصقاع العالم بإبداعاته العلمية والثقافية والطبية والتعليمية سعياً للتميز، وسعياً لأنسنة النهح وتنوير العقول بهدف قوننة ومأسسة النهج سواء كان في محال الطب أو غيره من المجالات الأخرى التي أرى أن الواجب يدعوني أن أتناول جانبها الطبي كون مسيرتنا الطبية بحاجة دائماً لعقلانية الطرح بعيداً عن الإسفاف وجلد الذات وعن التخندق اللامنطقي.

أحاول في هذه العجالة أن أسبر دور المأسسة في رفعة العمل الطبي في الوطن الحبيب فمنذ نعومة اظفاري وانا طالب على مقاعد المدرسة في الكلية العلمية الإسلامية كنت اسمع بصعوبة دراسة الطب وندرة التخصصات الطبية في الوطن بل وفي العالم العربي, سواء بالتحصيل العلمي لدرجة البكالوريوس في الطب او التخصص الذي يأخذ سنوات عديدة ومريرة من عمر اطبائنا لكي يحصلوا على التخصص والاعتراف من الدول الأجنبية لكي نمارس هذا التخصص, الى ان جاء العمل المؤسسي الطبي ناظما للعمل ومحققا للغايات من خلال تأسيس المجلس الطبي من شخصيات مشهود لها بالكفاءة الطبية والإدارية كي تعمل على مأسسة التخصص وذلك بمعطيات علمية و ايجابية تسعى للتعليم الطبي و لمنح البورد الأردني كتخصص معترف به اردنيا وعربيا حتى كان النجاح على قدر اهل العزم, ومازلت اذكر اثناء ممارستي الطبية المميزة في خدماتنا الطبية العسكرية كيف كنا ندرب ونمتحن الأشقاء من الدول العربية وحتى حاملين البورد العربي اثناء سعيهم للحصول على البورد الأردني المميز كتخصص لا مندوحه منه, وحين نسألهم لماذا تحرصون على اخذ البورد الأردني بالإضافة للبورد العربي فتكون الإحابة انه في دولهم العربية يعترفون بهذا البورد علما وتاهيلا واداء, وهنا ولولا هذه البدايات لمجلسنا الطبي المميز في منهجية التعليم والاعتراف لكنا لغاية الان نشد الرحال الى دول اجنبية سعيا لأخذ شهاداتها التي اقولها و بالفم الملآن لم تكن شهاداتهم اقوى من الحصول على البورد الأردني في حينه فكان العمل على قدر اهل العزم وكان هذا رفعة لإنساننا الأردني ورفعة للطبيب والأداء الطبي.

وهنا لكي لا ابقى في العموميات مازلت اتذكر اثناء ابتعاثي من قبل الخدمات الطبية الملكية للحصول على التخصص الفرعي بجامعة سدني باستراليا وكنت حينها حاصلا على البورد الأردني وعلى الزمالة البريطانية بجزئها الأول وذلك عندما عملت امتحان الجزء الأول منها في الجامعة الأمريكية في القاهرة انا وزملاء كثر من الجيش والجامعة الأردنية حادثين كان لهما بالغ الأثر فيما اوردت سابقا, حيث اجتمعت في جامعة سدني باطباء عرب مبتعثين من قبل دولهم العربية مثل السعودية والبحرين وعمان وغيرهما اتو لكي يحصلوا على تخصصات فرعية في مجال قلب الأطفال والعقم والصدرية وغيرها من التخصصات الفرعية حيث كانت دهشتي عظيمة انهم مبتعثون من قبل دولهم مباشرة ولمدة سنتين بعد حصولهم على البورد الأردني واقول الأردني كشرط وليس الأوروبي او الأمريكي لابل ان زميلاً من البحرين كان قد قال لي ان مستشفى السليمانية في البحرين التابع لوزارة الصحة البحرينية يبعث المؤهلين من الاطباء الحاصلين على البورد الاردني للتخصص الفرعي في محالات مختلفة لمدة سنتين في كندا او استراليا وهذا نهج مؤسسي مستمر يسعى لرفد البلاد بالتخصصات الفرعية المميزة التي تحتاج اليها بلادهم, وهنا ادركت عظ?م الامتنان لمؤسساتنا الطبية من مجلس طبي ووزارة الصحة للنظرة البناءة لهكذا عمل في مجال الطب.

والحادثة الاخرى التي حرصت على ذكرها ان التخصص في الطب من خلال البورد الأردني او العربي هو كاف للسعي للتخصص الفرعي لمدة سنتين كزمالة في كندا او استراليا لا تستدعي مزيدا من هدر الوقت والإنفاق للحصول على البورد الاوروبي او الأمريكي (وهذا ما عملته عندما فضلت الحصول على الزماله في التخصص الفرعي بدلا من التخصص العام كوني منحت سنتان الى بريطانيا كوني حصلت على الزمالة البريطانية في حزئها الاول لأقراري بكفاءة البورد الأرني وكفايته ولو اني اخذتها لما صح لي ان اعمل السنتين في التخصص الفرعي الذي احببت وحيث ان هذا كان?لزاما وقديما عندما لم يكن البورد الاردني او العربي موجودا والآن اصبج الواقع غيره وقبل مأسسة الطب من لدن المجلس الطبي, ارى ان نحتذي باشقائنا الخليجيين ونوفر السنتين في محال البورد الاجنبي كوننا حاصلين على الاردني او العربي ويكون نظام الابتعاث سنتين زمالة في تخصص فرعي تحتاح اليه دولنا وخاصة بعد موضوع الكورونا وحاجاتنا للتخصص الفرعي في مجال العناية الحثيثة وغيرها من تخصصات فرعية للعمل بروح ابداعية التخصصات الفرعية.

وحيث ان الشيء بالشيء يذكر كم كان مدى سروري وعظيم امتناني لمأسسة العمل الطبي في مجال اقرار التخصصات الفرعية من قبل المجلس الطبي المميز برئيسه وامينه العام وكوادره الطبية و الادارية الأخرى في اقرار التخصصات الفرعية الطبية والتي كنت قد طالبت بها سابقا في 2009 وفي مقال بحريدة الراي الغراء وكما كان البورد الاردني حلما في سابقات الأيام واصبح حقيقة واقعة يحتذى به عربيا, سيكون الإقرار الأخير بالتخصصات الفرعية عملا مميزا يشكر عليه كل من سعى لإقراره املا في ان تقر نتائجه على ارض الواقع عملا ومزاولة وتحصيلا وامتحانا بتظافر وتعاون ثالوثنا الطبي الذي نحترم من وزارة الصحة والمجلس الطبي والنقابة المحترمة بتكاملية علمية تسعى لرفعة الطب ومأسسته على ارض الواقع لكي يصبح الحلم حقيقة واقعة في اردننا العزيز والله الموفق.

(الرأي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012