أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


بدون عنوان .. ولا أريد استفزازا!

بقلم : د . ذوقان عبيدات
22-07-2021 11:24 PM

يمر مجتمعنا بسلسلة أزمات متواصلة سرعان ما تصل الأزمة إلى الذروة ثم تتضاءل تدريجيا حتى تصل إلى الصفر. لا أتهم أحدا بإثارة الأزمات، لكن لي الحق أن أسأل: كيف تم حشد المجتمع في أزمة ' طز' ؟ وفي أزمة مقالة 'الكرامة'؟ وفي أزمة ذبح الأضحية التي تحاول سبق كل الأزمات، لأن طابعها اتخذ منحى آخر جعل جهات رسمية تتدخل في الأزمة لا في تخفيفها!!

مقالتي اليوم عن التطرف والتسامح والتعصب وأخواتها من حشد وكراهية وتعبئة جماهيرية. ولن أسير في حقول الألغام المزروعة، ولن أقف في مواجهة القناصين، فقد نالني منهم الكثير منذ سنوات! سأتحدث موضوعيا ومن منظور علم الاجتماع:

1. الذين يحاسبون غيرهم على أساس المغايرة والمسايرة، يقحمون ما هو ثابت فيما هو متغير، ويعطون لأنفسهم الحق في إصدار الأحكام. هم يمتلكون الموارد ولكنهم يستهلكونها دون أي استثمار. يصرفون من رأس مال القيم ويبددون في سلوكات استهلاكية. والمطلوب الإجابة عن سؤال كيف نحصل على إنتاج أفضل بنفس الموارد التي نملكها؟

2. تميز الإنسان عن غيره من الكائنات بأنه صانع ثقافة، وتتنوع الثقافات حسب البيئة والتفاعلات والعلاقات والجماعات، ولذلك تتنوع الثقافات وتتعدد. فهناك أسباب موضوعية لتشكل الثقافات وتنوعها واختلافها وعلينا أن نقيم جسورا بينها، بدلا من هدمها.

3. وإن ادعاء تفوق ثقافة على أخرى هو احتكار واضح للصواب فادعاء تفوق الثقافة الغربية أو غيرها يعني أن هناك غيابا لفكرة وقيمة أساسية هي:

احتمال الصواب والخطأ، فمن يعتقد أنه على صواب عليه أن يبقي هامشا لصواب غيره أو هامشا لخطأ ما في حساباته. وإن أفضل فكر تنويري أو نصف تنويري إذا قدم للآخر المختلف على أساس من الوصاية واحتكار الصواب لن ينشئ سوى كراهية وأحقاد، فالأفكار والقيم والمشاعر ليست قوانين، فالقانون هو من يحدد السلوك الصحيح وغير الصحيح! ولذلك يبدو أن المطلوب هو تعليم احتمال التعدد واحتمال الخطأ. وهذا هو الاعتدال.

4. العنف يخلق منافقين، ويوقف الحوار، فالحوار لا يجري عبر التهديد، ومن يجعلك تعتقد بما يخالف عقلك، قادر على جعلك تقتل من يخالفك، لأنه اختطف عقلك.

5. وما يدور في الجماعات – حتى لو كانت عاقلة – قبل مناقشتها لموضوع ما أكثر عقلانية مما ستبدو بعد المناقشة، حيث تسود روح جديدة تحفز المعتدلين إلى التطرف والتحرك بفاعلية، بينما ينعزل المعتدلون ويصمتون خوفا. فالجماعات تؤسس لسلوك جمعي موحد مختلف عما يمكن أن يسلكه الفرد بعيدا عنها. وهذا قد يفسر حين يخرج شخص من جماعة كيف يصبح معاديا لها، وينقلب من اليسار إلى اليمين أو العكس!!

وأخيرا، الاعتدال مستمد من أفكار واجتهادات تقتصد في اليقين، وتؤسس للتسامح. ولا قيمة للتسامح – على رأي ابراهيم غرايبة- إن لم يكن عقليا، معرفيا، ووجدانيا، وسلوكيا.

كما نتغنى بأفكار: رأيك صحيح يحتمل الخطأ، وأفكار: مستعد لأن أدفع حياتي ثمنا لحرية رأيك، وعدنا إلى:

قف دون رأيك في الحياة مجاهدا !!! أو عليك قبول رأيي وإلا !!!

أكرر!! لم أقصد استفزاز أحد، فهذه المقالة مكتوبة قبل يومين!! غيرت عنوانها فقط، وسطرا في مقدمتها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-07-2021 11:28 AM

نبقى نحترم بعضنا برغم اختلافنا ولكن لنبتعد عن الجدليات ان كنا نوجه رسالة..لكم دينكم ولي دين ولكن لا ان ننتقد شرائع او ثوابت تاريخية وطنية ..نحترم الاختلاف ولا نحترم التشكيك..نحن في بلد يحمل ارثا دينيا وتاريخيا .

2) تعليق بواسطة :
25-07-2021 10:47 AM

انتم تقتطعون ما تشاؤون وتنشرون ما يطيب لكم

رد من المحرر:
صباح الخير دكتور : هناك قانون يحكمنا ةونحت من يتحمل المسؤولية .كل الاحترام

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012