أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


فقر الجهول بلا علم إلى أدب

بقلم : الدكتور فايز الجبور
23-07-2021 03:12 PM

ينبري في كل مرة بعض المحسوبين على الإسلام أو الذين ليس للإسلام نصيب منهم إلا الاسم للطعن بدين الله من خلال الغمز واللمز تارة، وادعاء الحضارة والتطور والتقدم تارة أخرى، متناسين أن دين الله كامل لا يعتريه نقص منذ أن اعلنها محمد صلى الله عليه وسلم في بطحاء مكة يوم خطبة الوداع (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).

ويغفل هؤلاء -عمدا أو جهلا- ولا فرق في ذلك، أن الله سبحانه وتعالى فرض على عباده شعائر من أجل التقرب إليه سبحانه طلبا لرضوانه ونيل مغفرته، فإن جهلوا مقاصد الشرع الحنيف فذلك لا يعفيهم من عدم إدراك معلوم من الدين بالضرورة، يترتب عليه الإخراج من الملة والعياذ بالله، كالذي أخذته العزة بالأثم.

إن الأضحية التي فرضها الله سبحانه على عباده لا تعني بأي حال من الأحوال القسوة والعنف مع الحيوانات -كما يذهب مدعوها- بل اقتداء بالسنة التي افتدى بها الله سبحانه سيدنا إسماعيل عليه السلام يوم تله سيدنا ابراهيم للجبين، (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107).

ليست الذبيحة أكرم عند الله من الإنسان الذي كرمه على سائر المخلوقات (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، ومن تكريم الله سبحانه للإنسان أن جعله سيدا على هذا الكون وجعل جميع الكائنات مسخرات لخدمته من اجل إكمال رسالته في عمارة الأرض.

وإذا كان التقليد الأعمى لأناس منفصمي الشخصية يحزنون على الحيوانات البريئة ولا يحزنون على سفك دماء البشر الذين يبيدونهم في كل مرة من أجل مصالحهم الشخصية واستعباد الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها، حتى لا تكاد بقعة في بلاد الله تخلو من غيهم وطغيانهم، فمال قومنا لا يكادون يفقهون حديثا.

أليس الأجدى بمدعي الحضارة إرضاء للغير أن يوجهوا سمومهم الحاقدة على شرع الله إلى الذين يحتلون البلدان العربية والإسلامية؛ فيقتلون المسلمين غير عابئين بصرخات الأطفال والنساء وكبار السن لا لسبب إلا الحقد الدفين على كل مخالف لهم.

لقد أمر الله عباده بذبح الأضاحي فقال في سورة الحج (لن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)، طاعة لله واقتداء بسنة الأنبياء والرسل، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يذبح الأضحية أن يحد شفرته ويسرع في ذبحها وان يريحها، ولا ذنب للشعيرة في جهل البعض بأسلوب الذبح الصحيح ، فهذا أمر وانتقاد الأضحية أمر مختلف، ولكن البعض أخذ من بعض الانحرافات نهجا لانتقاد دين الله الذي ارتضاه لأمته أملا في أن يسبغ عليه الأسياد الرضا والقبول والتمكين في الأرض، ولكن هيهات، فدين الله باق إلى أن تقوم الساعة ولن ينال هؤلاء سوى السخط والذل والعار والخزي في الدنيا والأخرة.

فهل أسمعت لو ناديت حيا، أم فقر الجهول إلى علم بلا أدب .... فقر الحمار بلا رأس إلى رسن.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012