أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الهزيمة الاولى.

بقلم : كمال زكارنة
24-07-2021 02:28 PM

اجبر الفلسطينيون في القدس المحتلة واخوانهم الذين زحفوا من داخل الخط الاخضر والضفة الغربية، الى المدينة المقدسة لأداء صلاة عيد الاضحى المبارك في المسجد الاقصى المبارك ،والذين بلغ عددهم اكثر من مئة الف ،رئيس حكومة السلطة القائمة بالاحتلال،على التراجع عن تصريحاته اعتبار الحرم القدسي الشريف مكان عبادة للمسلمين واليهود.
ويعتبر هذا التراجع اول هزيمة يمنى بها المذكور،حيث جاء الرد الشعبي الفلسطيني على شكل تحد جماهيري واضح وصريح،ليثبت بأن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك فلسطينية عربية اسلامية.
عشرات الآلاف تدفقوا نحو الاقصى من جميع ارجاء فلسطين التاريخية ،وحطت رحالهم هناك،وتمترسوا بين يدي الله في قبلتهم الاولى ومسرى نبيهم الكريم ،معلنين استعدادهم للموت ذودا عنه وتمسكا به،حتى قيام الساعة.
انها الهبّة الاولى التي اعقبت ثورة حي الشيخ جراح ،والتي اثبت فيها الشعب الفلسطيني قدرته على الصمود والتحدي والمواجهة والانتصار،وانه قادر على صناعة الوحدة الوطنية التي تعتبر الرافعة الاساسية لتحقيق النصر.
للمرة الثانية على التوالي في اقل من ثلاثة اشهر، يثبت الشعب الفلسطيني قدرته على اخذ زمام المبادرة،والتصدي للاحداث والرد بقوة جماهيرية شعبية عارمة،على سياسات وتصرفات السلطة القائمة بالاحتلال،ودحرها وافشالها،وحماية المشروع الوطني واهدافه الوطنية وحقوقه الثابتة والمشروعة،ولم يعد هناك ادنى شك بقدرة هذا الشعب على تحقيق الانجاز الوطني الكبير وهو انهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
فلا بد من تحرك شعبي فلسطيني جماهيري شامل يجتاح جميع ارجاء الوطن شمالا وجنوبا،لفرض انهاء الانقسام الذي دمّر الشعب الفلسطيني على جميع المستويات،والخروج من حالة الموت السريري للقضية الفلسطينية،والانتقال الى مرحلة اخرى غير التي يفرضها الواقع الحالي المرير،وانخراط الجميع دون استثناء في معركة مواجهة الاستيطان، التي يجب ان تكون الرئيسية والوحيدة على الارض ،قبل ان يضطر الشعب الفلسطيني للبحث عن مكان في الفضاء للعيش فيه.
لم يعد هناك وقت لاضاعة الوقت،والارادة الشعبية هي التي تصنع الظروف الملائمة والمناسبة للعمل الميداني النضالي،وهي التي تفرض بوصلة ومنحى الحراك الشعبي واهدافه،الذي يستطيع تطويع كل ما يعترض او يعيق تحقيق الاهداف الوطنية بالحرية والاستقلال.
العمل السياسي يجب ان يستند الى قاعدة شعبية قوية قادرة وجاهزة للتحرك في اي وقت ،تقف على ارضية الوحدة الوطنية ،والمطلوب من الشعب ان يتوحد في الميدان وفي كل مكان ،كما فعل في المرات السابقة ونجح وانتصر،وان يستقطب القيادات الى وحدة وطنية شاملة،تضمن مشاركة الجميع دون توقف،في العمل الميداني المستمر.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012