أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


نحن وسولافة النفط !

بقلم : د. عبدالله الطوالبة
01-08-2021 01:09 PM

سولافة محاطة بالألغاز ومزنرة بالأحاجي، من أخمص قدميها وحتى شوشة راسها. كثيرها مبهم، والظاهر منها ، مثل تسعيرة المشتقات النفطية، لا يخضع لمنطق. باختصار، سولافة تغري المراقب لوصفها بالشاذة. وفي سبيل اثبات هذا الوصف بمنهجية البحث العلمي، حيث لا وصف من دون دليل ولا استنتاج بلا برهان، لا مفر من بسط جملة حقائق وملاحظات في صميم ما نحن بصدده.
- نحن البلد الوحيد في العالم، الذي يعاني اذا ارتفعت أسعار النفط، ويواجه مشكلة اذا انخفضت. في الحالة الأولى، يصرخ المواطن المنكوب، وفي الثانية تدب 'الدولة' الصوت لانخفاض مواردها.
- نحن البلد الوحيد بين دول القارات كلها، الذي لا يجرؤ مجلس نوابه على فتح ملف الطاقة عن جد، وبعض ما يتعلق به، مثل اتفاق الغاز مع أبناء العم. وليس بمكنة أتخن شنب في السلطتين التشريعية والتنفيذية فيه مصارحة الناس بخصوص الية تسعير المشتقات النفطية.
- نحن البلد الوحيد على سطح المعمورة، الذي يقال لأهله أن باطن أرضه يخلو من النفط والغاز. وفي المقابل، تكتنز قيعان الجغرافيا المحيطة به من الجهات كلها بخامات الذهب الأسود، بكميات تتراوح بين الهائلة والعادية.
- نحن البلد الوحيد بين أمصار كوكب الأرض، الذي ينقسم خبراؤه في مضمار الطاقة ومجال النفط الى فريقين، بينهما حرب ضروس بخصوص الاجابة على سؤال التريليون:'هل يوجد نفط في الأردن أم لا؟!'. عندما يلتقي ممثلو الفريقين على الفضائيات، يقسم أحدهما أن الأردن يسبح على بحر من النفط والغاز ويشرع في ايراد ما لديه من أدلة. ويسارع الثاني الى اظهار براهينه لنفي هذا الكلام جملة وتفصيلا.
وبعد يتهيأ لي، ولا أدري كم عدد الأردنيين الذين يشاركونني الرأي، لو أن السماء تمطر نفطا مكررا جاهزا للاستخدام، لبقيت أسعاره في ديرتنا على هذه الشاكلة. هذا هو القدر الذي قَسَمه لنا التاريخ وفرضته علينا الجغرافيا.
أتوقف عند هذا الحد، من دون التشعب في السولافة. وفي البال حديث يروى عن أبي هريرة، اذ يقول:'حفظت عن رسول الله وعاءين، الأول بثثته بين الناس، أما الثاني فلو بثثته لقطع مني هذا الحلقوم'.
السلام عليكم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012