أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


د.ياسين الرواشدة يكتب : الهوية الاردنية

بقلم : ياسين الرواشدة
03-08-2021 11:32 PM

يطل علينا من وقت لاخر سياسيون وتجار واعلاميون وحزبيون.. بطروحات وتساؤلات عن الهوية الاردنية.

وتظهر من وقت لاخر طروحات موسمية ذات ابعاد مغشوشة لغرض واحد وهو' التشويش على هذه الهوية والتشكيك في الانتماء والمرجعية لاهلها.

ان التركيز على جزئيات التكوين الاردني.. واعطائها اوصاف سلبية فتفسير الانتماء العشائري يعتبر 'هوية فرعية' والاشارة الى التاريخ العريق للدولة 'بانه زمن 'مر وعبر' ولا حاجة للحديث عن الماضي.. ولكن اعتبار التحفظ على التجنيس العشوائي ويعتبر بانه' خرق لحقوق الانسان'. وسلوك ' رجعي ' يعتبر تمييز على اساس' الجندر.. تصل محاولات العبث هذه الى افاق ومستويات لا حدود لها.

ان محاولات العبث بالديموغرافيا الاردنية تعبر عن مفهومهم للاردن بانه ' قطعة ارض' وليس ' وطن '. لذلك فان محاولات العبث بالديموغرافيا يقصد منها الاستحواذ على مصير البلد بطريقة ' قانونية' وعبر الهيئات التمثيلية كمجلس النواب مثلا. ورسم مستقبل مجهول للبلد.

هذه التساؤلات عن الهوية والمواطنه لن تسمعها في اي بلد عربي اخر. سوى في الاردن.. واتساءل هل محاولات العبث هذه كلها عقوبة للاردن على مواقفه القومية وعلى تضحياته من اجل الاشقاء العرب و رعايتهم ؟ !.

وهذه الاسئلة المرفوضة قد انتهينا منها في ايار ١٩٤٦. وعززناها بالدستور في عام ١٩٥٢.

الهويه الاردنية واضحة جلية والاردن وحدوده واضح كذلك.. ووثيقة الاستقلال في ايار ١٩٤٦ حددت هوية الدولة وحددت شكل نظامها السياسي وجاء الدستور علم ١٩٥٢. ليصادق على كل هذا.

ان قبول المملكة انضمام الضفة الفلسطينية تجاوبا مع اصرار اهلها على الالتحاق بالدولة جاء كموقف وطني وانساني كبيرين. وكان تعبيرا عن المسؤولية القومية في الحماية و الدفاع عن ذلك الجزء المتبقي من فلسطين. في وقت تخلى بقية الاشقاء عن ذلك الواجب. فحمل الاردن الاعباء نيابة عن الامة كلها.

لم يكن انضمام سكان الضفة الفلسطينية ومنحهم الجنسية الاردنية موضع تساؤل او تردد عند اهل البلاد ولم تكن مشاركة المواطنين الجدد في ادارة الدولة مكان تحفظ بل ترحيب حقيقي..ورغم محاولات هنا وهناك للتأثير على تلك العلاقة التي عبرت السنين بكفاءة ونجاح.

ورغم ان فلسطين ظلت' وديعة' حتى تتحرر و تعود الى اهلها ويعود اهلها اليها الا ان الاردني ظل يعتبر فلسطين قضيته الاولى وبكل المقاييس.

ان الطروحات الغريبة المتعلقه بما يسمى 'الهويات الاساسية والفرعية و التعريف والجنسية 'ونحن نعبر الى المئوية الثانية ليست سوى تساؤلات مرفوضة..جملة و تفصيلا.

ونقول لهؤلاء هناك هوية اردنية واحدة وهناك علم ونشيد وانتماء ومرجعية واحدة وحيدة.. وهناك جغرافية وحدود اردنية وسيادة واستقلال..الاردن هو الاردن بحدوده عند نيل استقلاله. وفلسطين هي فلسطين هي التوأم والاقرب وحدودها وارضها معروفة
حقها علينا ان نمنح اهلها كل اشكال الدعم والعون.

ومن يحمل الجنسية الاردنية بشكل شرعي هو اردني التابعية لا مجال للنقاش في هذا.

ليست ما يسمى ' الهوية الفرعية' اعاقة او تناقض مع الهوية' الوطنية الجامعة. بل مكمل لها واضافة وتعزيز لها.

لذلك كفى تلك الطروحات والتساؤلات المغشوشة وكفى زرع بذور الفتنة والشقاق في المجتمع الاردني الواحد. مجتمع تعززت عروبته وقوميته ووطنيته على مدى المئة عام الاخيرة. مشاركا ومضحيا في كل حروب ومعارك الشرف العربية

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012