أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الفاقد وأكثر

بقلم : م.فواز الحموري
04-08-2021 06:06 AM

تنفذ وزارة التربية والتعليم مشكورة برنامج الفاقد التعليمي ضمن قطاع التعليم في المدارس الحكومية والخاصة، ضمن هدف عام وهو تفعيل النتاجات الحرجة المطلوب تحقيقها في عدد من المباحث الدراسية والتركيز على المهارات الأساسية لتعويض الفاقد التعليمي ومن خلال خطة واضحة وضمن استراتيجيات التدريس المعتمدة لهذا الغرض..

المرجو النجاح والتوفيق للجهود الخيرة والمبذولة وخلال فترة زمنية قصيرة لتعويض الطلبة الأعزاء للتعويض قدر الإمكان عما فاتهم خلال الفترة الصعبة والتي مرت بها الأسرة التربوية وجميع أفرادها جنبا إلى جنب مع المجتمع نتيجة جائحة كورونا.

الحديث عن الفاقد التعليمي له تفاصيله الفنية الكثيرة ولكن ما يهمنا الالتفات إلى الفاقد في القطاعات الأخرى وفي مجالات الحياة والخاصة وسبل التعويض الممكنة عن الفاقد فيها من خلال السلوك والممارسة.

المياه وما تشكله من فاقد في حياتنا اليومية والخاصة والسلوك المتبع في البيت والمكتب وفي كل مكان أصبحت تتوافر فيه 'قوارير' مياه الشرب النقية والمبردة؛ يتم شرب جزء منها والقاء ما تبقى ليشكل فاقدا ويكون كمية فيما بعد.

الغذاء والطعام وفي كل المناسبات الفردية والجماعية يشكل هو الآخر فاقدا وزائدا عن الحاجة وتتلف وللأسف كميات لا بأس بها في الحاويات تكفي لإطعام أعداد ليست بسيطة وسد جوعهم وستر حاجتهم..

الفاقد السياسي وارد في هذا المجال حين يكون النقاش والحوار بعيدا عن جوهر المسائل المطروحة للتطوير والتعديل والتجويد والأمثلة الواقعية كثيرة في هذا المجال ونسوق من ضمنها النتاجات التي سوف تصدر عن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والتي يجب أن تناقش في المؤسسات التشريعية والرقابية دون إحداث أي فاقد في مضمونها والعناية الدقيقة لجوهر التعديل المطلوب والآثار المترتبة على ذلك واستشراف المستقبل والتطورات القادمة لا محالة.

الفاقد الاجتماعي الكبير الذي نعيشه اليوم والمتمثل في العديد من السلوك العام والخاص والاعتداء على حرية الآخرين والتوجه نحو قيم لا تمت لمجتمعنا المحافظ وقيمه بصلة والكثير من تفاصيل الشكوى الاجتماعية بحجم الفجوة بين الأجيال والقيم وقواعد التعامل والعلاقات الاجتماعية الراهنة..

الفاقد العام جراء الإنفاق والتركيز على المظاهر هو شكل من صور المطالبة ببرنامج تعويضي عما ينفق في العموم وفي مجالات كثيرة ويشكل هما ومعضلة لتحقيق التوازن المطلوب بين الرغبات والمتحقق منها وبين أمثلة عديدة يفرضها على سبيل المثال شخص يطلب مساعدة ويحمل جهازاً خلوياً حديثاً جدا..!

الفاقد وأكثر نجده ونلاحظه في بحثنا عن السعادة الحقيقية وبأبسط صورة ممكنة وبعيدا عن التنظير والرفاهية وقريبا من لقمة هنية ونفس طيبة وسريرة نقية ونظرة بريئة ويد نظيفة وكلمة خيرة ومسيرة جميلة لا تشوبها شائبة.

نبهتنا وزارة التربية والتعليم لحاجتنا إلى برنامج للفاقد الحياتي الذي خسرناه عبر السنوات الماضية نتيجة الإهمال والاستهتار والكسل وعدم الاهتمام والمثابرة والإصرار على عيش الحياة ببساطة وبعيدا عن الحسد والغيرة والتقليد والمظاهر الفارغة وعن أشياء كثيرة لا تعوض أبدا.

برنامج الفاقد التعليمي مفيد لنا قبل المشتغلين في قطاع التعليم ووافر التوفيق لمن يساهم ويعطي لتعويضنا عما فقدناه ويمكن استرجاعه بالحسنى والعمل الصالح وذلك أضعف الإيمان.

عدد من اعضاء المجلس التشريعي الخامس عام 1942 ويظهر في الصورة من اليمين الصف الامامي معارك المجالي/عضوب الزبن/محمود كريشان/ الصف الثاني يوسف العكشة/حسين خواجه/سعود النابلسي/حسين الطراونة/ الصف الثالث مسلم العطار/عبد القادر التل/ سالم الهنداوي. (من مقتنيات الملكتبة الوطنية).

(الرأي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012