أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


السنة الهجرية

بقلم : أ.د. فايز الربيع
10-08-2021 01:00 AM

الزمن هو الزمن منذ ان خلق الله السموات والأرض وهناك الشمس والقمر وهما اللذان يعتمد عليهما الانسان في معرفة الزمن الليل والنهار والفصول والأعمار والأحداث وغير ذلك وكل امة كانت تسمي الأشهر بحسب ما تراه من احداث فالرومان اعتمدوا على التقويم الميلادي المرتبط بميلاد السيد المسيح عليه السلام ولكنهم سموا الأشهر بحسب تسميات ومعان ضاربة لديهم في التاريخ والعرب سمته شهراً لانه يشهر بالقمر ولمعرفة ذلك كانت الاشهر حسب التقويم الميلادي هي يناير وهو اسم الاله جينوس اله البوابات والبدايات عند الرومان، فبراير وقت خاص للتطهير عند اليونان، مارس اله الحرب عند الرومان، ابريل افريل آلهة تقوم بفتح ابواب السماء لتظهر أشعة الشمس ويبدأ الربيع مايو والدة الآلهة عطارد، يونيو اله القمر وزوجة المشترى، يوليو مستمدة من اسم الامبراطور يوليوس قيصر، أغسطس مستمدة من اسم ابن يوليوس قيصر سبتمبر رقم سبعة عند اليونان، اكتوبر ثمانية نوفمبر تسعة ديسمبر عشره عند اليونان.

اما كانون الثاني فيعني الاستقرار، شباط يعنى الضرب والجلد من شدة البرد والرياح، نيسان البدء والتحرك، آب العّداء من شدة الحر وهو مكرس لآلهة النار ايلول تقام المناحة على الآلهة تموز تشرين اول وثاني تعنى تشري قديم تشري حراي السابق واللاحق كانون الاول الشهر العاشر يقابل شهر يناير محرم فبراير صفر مارس ربيع الاول ابريل ربيع الثاني مايو جمادي الاول يونيو جمادي الثانية يوليو رجب أغسطس شعبان سبتمبر رمضان اكتوبر شوال نوفمبر ذي القعدة ديسمبر ذي الحجة، قال تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).

يقال ان الاسماء العربية للشهور ادخلت اول مرة في زمن كلاب بن مرة، الجد السادس للرسول صلى الله عليه وسلم، ولان عمر بن الخطاب رأى ان الدولة الجديدة لا بد لها من تاريخ تبدأه ويميزها عن غيرها، فلا بد من اختيار حدث يؤرخ به، فكان الاتفاق على ان هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم هي الحدث الذي تبدأه السنة القمرية او العربية او الهجرية التي سميت فيما بعد وهي في ١٦ تموز، و تبدأ بالمحرم، لانه الشهر الحرام من كل سنة.

اما اسماء الاشهر العربية ومعانيها فسمي المحرم وهو الذي تبدأ به السنة الهجرية لان العرب كانت قد حرمت فيه القتل والصيد والتجارة، وهو الشهر الذي كانت تستعمله العرب للنسيء وهو الزيادة من اجل الربا (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ) اما صفر فمعناه الخلو، كان العرب يتركون بيوتهم صفراً، اي يتخلون عنها وهو شهر مشؤوم عندهم، اما ربيع الاول، فتكون الارض قد اربعت، وربيع الثاني او الاخر له نفس الصفة، جمادى الاول من جمود الماء لشدة البرد، جمادى الثانية لنفس السبب، رجب معناها عظم وهاب، ومنها رجب الشجرات دعمه، ويسمى رجب الفرد. هو من الاشهر الحرام، وبعضهم يطلق عليه رجب الاصم او الهادي، شعبان تشعبت القبائل بين الحرب والاغارة، رمضان لارماض الارض اي شدة الحر، وهو شهر نزول القرآن وليلة القدر وشهر الصيام، شوال اي شالت الابل اذنابها استعداداً للتناسل، ذو القعدة لقعود العرب في منازلهم بعد الغزو والصيد، او ذللوا القعدان للركوب، ذو الحجة وهو شهر الحج وقضاء المناسك.

اذن الاشهر الحرم هي (ذو القعدة وذو الحجة ومحرم رجب) وكان القتال فيها محرماً الى ان جاء الاذن به بعد اعتداء المشركين (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله واخراج اهله منه اكبر) وعند العرب العاربة كانت الاشهر تسمى (مؤتمر، ناجر، خوان، بصان، رنى، حنين، الأصم، رجب، عادل، وعل، رنه، برك).

نعود بعجالة الى مناسبة الهجرة ومضامينها وقد الفت كتاباً في ذلك ولكنني أقتبس ان الهجرة ليست هروباً من مكان الى آخر ولكنها ترك مكان جمدت فيه الدعوة في عروق اهل مكة لتجد دماً جديداً في المدينة بعد بيعة العقبة الأولى والثانية وكان هناك استهداف لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم لانه بقتله ستنهى الرساله (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليقتلوك او يثبتوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) انه أمر الهى بالتحرك وله عوده (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد) هي هجرة لله ليست لرزق او جاه إنها تحمل وهي في اضعف حالاتها معانى الحق الذى ثبت عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه ومعاني الحرية التى يمارس فيها الانسان عقيدته ورأيه دونما إكراه بعد التأكد من محاولة الكفار استهداف القيادة والرسالة.

انها شعاع الامل الذي يذكرنا كل عام أنه لابد للحق ان ينتصر وللمظلوم أن يصبح سيداً وللطريد أن يصبح حاكماً وللتضحية ان يكون لها مردود انها تقول لنا مالكم ايها العرب حملة الرسالة تتقاتلون وتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وتنتصرون بالماكر بكم والغادر صاحب التاريخ في القتل والتشريد.

ان الهجرة تقول لنا لابد للزمن أن يعود ما دام الإسلام والرسول هما في عروق المسلمين حياة تتجدد وعطاء لا ينفد.

(الرأي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012