أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الهجرة.. الحدث الاعظم

بقلم : رشيد حسن
10-08-2021 05:59 AM

لا نخال أن هناك في التاريخ القريب او البعيد حدثا.. أهم واخطر وأجل من حدث الهجرة النبوية من مكة المكرمة الى المدينة المنورة..

تداعيات وارتدادات ونتائج هذا الحدث الزلزالي.. التي وصلت الى البشرية كلها.. هي التي جعلت من هذا الحدث.. حدثا تاريخيا، لا يدانيه حدث أخر على مر العصور والازمان..

فالهجرة النبوية كانت ايذانا بقيام دولة الاسلام العظيم.. وتوحيد الجزيرة العربية.. وطرد اليهود منها الى غير رجعة.. «لا يجتمع في الجزيرة العربية دينان»..

والهجرة ايذان بحمل الرسالة النبوية.. ونشرها في الخافقين.. لاخراج البشرية من دياجير الظلام.. الى عهود النور الساطع.. وانهاء الفصل الاكثر بشاعة في التاريخ الانساني. فصل الرق والعبودية..

«متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا»..

والهجرة في اقدس معانيها هي التجسيد الحي والكلي، لاوامر الخالق سبحانه وتعالي، والتضحية بالنفيس والغالي، امثالا لهذه المعاني والقيم النبيلة.. التي لخصتها مقولة سيد البشرية، عليه السلام، للصحابي الجليل صهيب الرومي.. وقد ترك كل امواله وثروته الطائلة لكفار قريش، مقابل ان يخلوا سبيله.. ويهاجر.. ليلتحق بالرسول عليه السلام..»لقد ربح البيع أبا يحيى»..

ومن هنا.. فالهجرة - يا سادة هجرتان:

الاولى لله ورسوله وما يمثلان من قيم واخلاق وتضحيات وتفان لتبقى راية الاسلام عالية.. لا بل هي الاعلى..

والثانية هجرة الى الدنيا وما تمثله من زيف وبهرجة وضلال.. من مال فان وجواري مبتذلات وقصور باذاخات..الخ..

هجرتان لا يلتقيان الاولى تمثل روح الاسلام العظيم، والثانية تمثل استجابة لنزعات الشيطان الرجيم..!؟

الدرس الاهم.. والابلغ.. والابقى لهذا الحدث الفريد في التاريخ.. انها باقية ما بقي الحدثان.. وما توالى الليل والنهار.. فهي ليست مقصورة او مقتصرة على زمان ومكان معين، بل هي صالحة لكل زمان ومكان.. فهي جزء من ايمان المسلم. وجزء من عقيدته.. اليها يرجع في ساعات الضيق.. وبها يستظل ويفىء في كل الاوقات متمثلا دروسها العظيمه.. فهزم اعتى الامبراطوريات، واقام العدل والمساواة بعد ان هزم جيش الفساد والاستعباد.. وهذا هو سر استمرار الاسلام العظيم قرونا طويله، وقد انهارت كل الايدلوجيات وانطفأت نيران كل الامبراطوريات.. بدءا بالامبراطورية الرومانية والالمانية والسوفياتية وها هي الامبرطورية الاميركية تدخل عصر الافول بعد ان ادلجت القوة.. وحكمت العالم كله بالخوف والرعب، بعد ضرب اليابان بالقنابل الذرية وبعد استعمال الاسلحة المحرمة في العراق وافغانستان..

ما احوجنا في ذكرى الهجرة النبوية ان نتذكر قوله نعالى على لسان نبيه عليه السلام.. «ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا» فانجاهما الله. ونصرهما على الكفار والمنافقين واليهود. وازال امبراطوريتي فارس وروما..

العودة الى نهج الهجرة. والامتثال لدروسها وتضحياتها، هو الكفيل باعادة الكرامة للامة بعد هوان.. وتحرير القدس وفلسطين.. واطفاء نيران بني قريظة وقنيقاع والنضير.. ولجم قوى الشر وبغاث الطير..

وسوى ذلك صيحة في برية بلا صدى.. وكل عام وانتم بخير

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012