أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هزيمة أميركية ..!!

بقلم : رشيد حسن
15-08-2021 05:47 AM

اجتياح طالبان لاكثر من نصف افغانستان خلال اسابيع قليلة، واستيلائها على «11» عاصمة اقليمية من بين «14 « عاصمة، اخرها قندهار.. يؤكد حقيقة مهمة وهي: ان المهزومة هي أميركا.. وليست حكومة كابول فحسب.. التي بدأت تعد ساعاتها الاخيرة ولا نقول ايامها واسابيعها..!.
سرعة انهيار جيش كابول «300» الف مقاتل، الذي اعدته اميركا خلال عشرين عاما واكثر، وانفقت عليه مئات المليارات من الدولارات.. للوقوف في وجه طالبان واجتثاثها من الارض الافغانية.. يؤكد فشل الاستراتجية الاميركية. او بالاحرى البلطجة الاميركية للسيطرة على افغانستان.. وتحويله الى جيب في بطن الكنغر الاميركي..
وهو تذكير ايضا، بما جرى في فيتنام في سبعينيات القرن الماضي وكأن التاريخ يعيد نفسه.. حينما اضطر السفير الاميركي الى الهروب، بطائرة هليوكبتر، حطت على سطح السفارة بعد الهزيمة المدوية للجيش الاميركي وعملاء اميركيا في سايغون..
ومن هنا.. وكما تشير اليه الحوادث المتتابعة خلال العقدين الماضيين.. فان قرار الرئيس «بايدن» بتسريع انسحاب القوات الاميركية من افغانستان.. وتحديد نهاية الشهر الحالي لانجاز الانسحاب، وبالفعل انسحب اكثر من «95 %» من القوات الاميركية حتى الان.. يؤكد ان القرار لم يكن اعتباطيا. او قرارا متسرعا.. بل جاء بعد ان ايقنت المؤسسة العسكرية الاميركية بان امكانية الانتصار على طالبان مستحيلة.. ومن هنا كانت محادثات بين اميركا وطالبان، والاتفاق على انسحاب القوات الاميركية في اسرع وقت ممكن، بعد ان ادرك «بايدن» وقبله «بوش واوباما وترامب»، بان مصير القوات الاميركية في افغانستان، لن يختلف عن مصيرها في فيتنام والعراق وكل ارض احتلتها..!!.
النتيجة الاهم.. ونحن نشاهد الهروب الاميركي من افغانستان.. تشير الى بداية العد التنازلي لانهيار الامبراطورية الاميركية.. وافول سيطرتها وسطوتها على كل العالم.. ورجوعها الى الصدفة الاميركية.. بعد ان خسرت كافة حروبها في الخارج.. ولم تعد بقادرة على الاستمرار قي استراتيجية ترويع شعوب الارض بالاسلحة النووية.. كما حدث في اليابان والعراق وافغانستان.. وسرقة ثرواتها..
وكلمة اخيرة.. لكل الذين لا يزالون يراهنون على اميركا والقيم الاميركية.. ويصرون على وضع كل بيضهم في سلة واشنطن.
نقول لكل هؤلاء..
لقد اثبتت الاحداث ان اميركا دولة براغماتية وليست دولة مبادىء، ومن هنا فهي مستعدة للتخلي عن حلفائها اذا شعرت ان مصالحها قد تتضرر.. فاستغنت عن شاه ايران.. وعن الجنرال تشيلي.. وها هي تسحب البساط من تحت اقدام حكام كابول.. الخ.
نجم الامبراطورية الاميركية دخل مرحلة الافول.
ونجم الصين وروسيا في صعود..
انها جدلية التاريخ.. والويل لمن لا يقرأون التاريخ!!.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012