أضف إلى المفضلة
الخميس , 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


المستوطنات دمرت الحل السياسي ولسوف يتكرر نموذج جنوب افريقيا

بقلم : د . ناصر اللحام
20-08-2021 06:23 AM

حمّى الاستيطان التي تسري في أوصال الحكومات الإسرائيلية خرجت عن السيطرة السياسية والأمنية والأيديولوجية الصهيونية . وصارت مجرد دعاية انتخابية للمتسلقين من اليمين ومن اليسار . ويبدو أن الجمهور الإسرائيلي قد استسلم لها ولم يعد يحاربها باعتبارها أمرا واقعا يفرض عليه دون وعي ودون نقاش .

كان المطلب الأساسي للحركة الصهيونية العالمية قبل وبعد الحرب العالمية الثانية ، منح اليهود حكما ذاتيا في فلسطين يتواجد في منطقة يافا وحتى الخضيرة على شكل حرف ل باللغة الإنجليزية دون القدس ودون اية مناطق أخرى . لان الصهاينة المؤسسين أدركوا منذ البدايات ان مسألة حماية الحكم الذاتي اليهودي المذكور تحتاج الى ثلاثة عوامل :
أولا - حماية دولية
ثانيا - موافقة عربية
ثالثا - تسلح متفوق
وقد أعادت الصور القادمة من أفغانستان ، اعادت الكيان الى استراتيجيات النقاش والبحث في مستقبل الاستيطان من جديد . وبدأ المفكرون والجنرالات الصهاينة يعيدون طرح الأسئلة الأولى وكأننا نعيش فترة الكتاب الأبيض وفوزي القوقجي من جديد .
خرج الاستيطان الصهيوني عن رشده حين بنى حزب المعراخ مستوطنات يميت في سيناء وشرم الشيخ ، وانسحبوا منها .
وخرج الاستيطان عن رشده حين بنوا نتساريم وغوش قطيف وبدولح وغيرها من المستوطنات في قطاع غزة . وانسحبوا منها . كما انسحبوا من لبنان وغور الأردن .
ويخرج لاستيطان الان عن رشده في عمليات جارفة هستيرية في القدس وفي الضفة الغربية . وهم يعرفون أنهم سيخرجون منها ولو بعد حين .

في أصول المفاوضات ، وفي دهاء السياسة . ان الفلسطينيين لن يدفعوا أي ثمن لقاء الانسحاب من هذه المستوطنات أبدا . ولن تكون خاضعة لاي نوع من أنواع المساومة سلما أو حربا في المستقبل المنظور او المستقبل البعيد .
وان إسرائيل تربط نفسها بحبال شديدة سوف تصعب عليها الامر حين تنسحب منها . وهي مسألة وقت فقط .
في حال ترفض الحركة الصهيونية الانسحاب من الضفة الغربية ومن القدس .. لا يوجد حل اّخر سوى مفهوم الدولة الواحدة على النموذج الجنوب افريقي .
في بريتوريا وجوهانسبرغ وغيرها ، بنى العنصريون مدنا استيطانية كاملة تكلفتها مليارات المليارات من الدولارات . وفي لحظة سريعة من الزمن انهار النظام العنصري وأصبحت دولة واحدة تجمع الرجل الأبيض والرجل الافريقي على حد سواء .
القاضي غولدستون والذي ترأس التحقيق الدولي في حرب غزة عام 2008 كان يهوديا من أصل جنوب افريقيا . وأدان إسرائيل لارتكابها جرائم حرب .
ويبدو ان القاضي القادم الذي سيدين الاحتلال العنصري سيكون يهوديا ولكن هذه المرة من أصل امريكي . وهو ما يقلق تل ابيب منذ الاّن .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012