أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ملاحظات على الانتخابات المغربية

بقلم : د . بسام العموش
10-09-2021 11:43 AM

كوني قد عشت في المغرب سنوات وأعرف شخصيا' الرموز الإسلامية المغربية عن قرب فأجد نفسي مطالبا' بإيضاح ما يلي:

١. ليس في المغرب إخوان مسلمون رغم التقاطعات الفكرية والدعوية ولهذا فإن كلام المعلقين على الانتخابات المغربية من أفراد ومحطات وقولهم' سقط الإخوان' كلام غير صحيح يعبر عن جهل بالعمل الإسلامي المغربي.

٢. السقوط في الانتخابات كان متوقعا' وقد زرت المغرب قبل سنتين أو أكثر وسمعت من أناس انهم لن يصوتوا للاسلاميين لأنهم لم يقدموا للناس ما وعدوا.

٣. التقدم أو التراجع في العمل الحزبي له اسباب معروفة ولا يجوز جعل الأمر في سبب واحد . ولهذا سارع كثيرون عندنا لجعل السبب هو
' التطبيع ' وهذا غير دقيق على أهميته لكن السبب الأهم هو عدم تقديم خدمات ملموسة للناس في عيشهم حيث الفقر والبطالة.

٤. وسنة التداول بين الناس قانون رباني لا يجامل أحدا' كما قال تعالى ( وتلك الأيام تداولها بين الناس ) ( وان تتولوا يستبدل قوما' غيركم).

٥. لقد كان أداء الدكتور سعد الدين العثماني كرئيس للوزراء أو بالتعبير المغربي ' الوزير الأول' أداء ضعيفا' مقارنة مع عبد الإله بنكيران ، فقد كان عبد الإله شخصية قوية وصاحب أداء حذر بينما ذاب العثماني فيما الأداء التقليدي دون مراعاة للرقابة الشعبية الحساسة تجاه كل حركة وقول وموقف.

٦. يمتدح كثيرون عندنا الديمقراطية المغربية دون علم بحقيقتها كما هي ، فما يظهر هو تداول السلطة وهذا صحيح شكلا' لكن المضمون شيء آخر حيث صلاحيات الحكومة محدودة فالملك المغربية يملك كل الصلاحيات على الوزارات السيادية ' خارجية ، داخلية ، مالية ، أوقاف، تعليم ، صناعة وتجارة، اعلام ، ..' بينما الهامش الخدمي البسيط يكون بيد الحكومة . وقد شرح لي هذا السيد عبد الإله بنكيران في زيارتي الأخيرة للمغرب وقاله في فيديو بعد السقوط في الانتخابات.

٧. تولى الحكومة المغربية الاشتراكيون والاستقلاليون والإسلاميون والان سيتولاها الليبراليون ولم تكن هناك بصمة كبيرة ولن تكون لأي اتجاه لان الجميع خاضعون للمخزن( القصر) وليست لهم حرية التحرك بل كلهم يمارس الطقوس نفسها فالأمر يتعلق بطبيعة النظام وطريقة عمله.

وأخيرا' فالمطلوب من حزب العدالة والتنمية وكل الاسلاميين مراجعة النهج وإيجاد البرنامج التنفيذي وفق معطيات واقع كل بلد وعدم مغادرة الساحة السياسية لان المغادرة تعني الهزيمة والفشل فالكبوة التي تقع قد تكون حافزا' نحو أداء مستقبلي.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012