أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مــرتي والنسوان

بقلم : راتب المرعي الدبوش
11-09-2021 07:20 PM

تُبدي نساء كثيرات اعتراضَهن الداخلي، أو العلني عند سماع كلمة (مرتي) عندما يقولها الرجل في معرض الحديث عن زوجته، أو شريكة حياته؛ ظنا منهن أنها كلمة سوقية، لا تهذيب فيها ولا ذوق؛ لكونها شائعة بهذا المعنى في اللهجات الشعبية في بلاد الشام: سوريا، ولبنان، وفلسطين والأردن.
واحتجاج النساء على الرجل الذي يعبر عن زوجته بكلمة (مرتي) راجع إلى عدم معرفتهن بالمعنى اللغوي الحقيقي والأصلي لهذه الكلمة.
العارفون باللغات السامية يقولون: إن هذه الكلمة (آرامية الأصل)، تتألف من مقطعين؛ هما (مارت)، أو (مَرْت) بمعنى (سيدة) و (ياء النسبة) الآرامية أو السريانية التي تشبه ياء النسبة في اللغة العربية.
وبناء غلى هذا، فإن كلمة (مرتي) تعني (سيدتي)، فهل هناك ما هو أكثر تهذيبا وذوقا من هذه الكلمة في التعبير عن الزوجة؟! .
***
وكنتُ أظنُّ كلمةَ (نِسْوان) بمعنى (نساء)، كلمةً شعبيةً عاميةً مُستحدثة، لم تكنْ معروفةً في عصور العرب الأولى.
ولكنني تنبهت، مؤخرا، إلى أن كلمة (نِسوان) بمعنى (نساء) قد وردت في بيت لشاعر من أبناء العصر الأموي، هو (جميل بنُ معمر) صاحبُ (بثينة)، المعروف بأشعاره الغزلية فيها، حتى ارتبط اسمه باسمها.
يقول جميل:
وتَحْسَبُ نِــسْـوانٌ من الجهلِ أنّني
إذا جئتُ، إياهُنّ كنتُ أريــد .
فأَقْسمُ طَرْفي بينهنّ فيستوي
وفي الصدر بـَـونٌ بينهنّ بعيـــد.
وهذان البيتان من قصيدة، مطلعُها :
ألا ليتَ أيامَ الصّفاءِ جَديدُ ودهرا تولّى يا بُثينَ يـعودُ
وهي قصيدة طويلة تقرب من أربعين بيتا، منها قوله:
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنّ ليلةً بوادي القُرى إني إذنْ لَسعيدُ.
ومن أبياتها قوله :
عَلِقْتُ الهوى منها وليدًا ولمْ يزلْ إلى الـيومِ ينـمو حـبُها ويزيدُ
وأفنـيْتُ عُمري بانـتظار نـَوالها وأبْلَتْ بِذاكَ الدهرَ وهو جديدُ
فلا أنا مـردودٌ بما جـئتُ طالـبا ولا حُـبُهـا فيما يبـيدُ يبـيـدُ .
نخلص من ذلك إلى أن كلمة (نسوان) بكسر النون، وبضمها - كلمة فصيحة، استعملها العرب بمعنى (نساء) منذ العصر الأموي، وربما قبل ذلك. وهي مثبتة في المعاجم اللغوية بالمعنى ذاته.
ومن هنا، فلا حرج على من يتحدث عن (كوتا النسوان) في البرلمان، و(كوتا النسوان) في المجالس المحلية، وحتى وصل الأمر إلى الحديث عن (كوتا النسوان) في مجالس القضاء والعدالة.

راتب المرعي الدبوش

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012