أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خط بارليف -2 ! *

بقلم : أحمد ذيبان
14-09-2021 03:28 PM

ليست مفاجأة أن تعثر سلطات الاحتلال على الأسرى، الذين حرروا انفسهم من سجن جلبوع 'الأكثر تحصينا'، بطريقة تشبه الافلام السينمائية عبر نفق حفروه أسفل السجن ، وربما كانت رحلتهم بعد خروجهم من السجن أكثر صعوبة من عملية حفر النفق بأدوات بسيطة، فهؤلاء الشجعان يبحثون عن الحرية لأنفسهم ولشعبهم .
استنفر العدو قوات كبيرة ، واستخدم مختلف وسائل التكنولوجيا الحديثة في تعقب أثر الأسرى، وخلال خمسة أيام قبل أن يعاد اعتقالهم ،كانوا يخوضون معركة ضارية في مواجهة ظروف بالغة القسوة ، فقد كانوا تنقلوا مشيا على الأقدام عشرات الكيلومترات ، بدون طعام او ماء أو مساعدة خارجية، وسط بيئة جغرافية ربما لم يعرفوها جيدا رغم أنها جزء من فلسطين التاريخية، بل لعلهم كانوا أكثر حذرا وتجنبوا الاحتكاك مع سكان المناطق التي عبروها !
هؤلاء هم 'الفدائيين' الذين يحملون أرواحهم على أكفهم ، لكن عملية التحرر من الأسر لها رمزية استثنائية ، حيث شكلت صدمة لسلطات الاحتلال ، وهي تعبير عن إرادة تكسر الصخر، وسبقها بالتاكيد تفكير عميق وتخطيط وصبر استمر فترة طويلة وتقليب مختلف الاحتمالات ،بينها احتمال اطلاق الرصاص عليهم خلال خروجهم من السجن ، وهذا يمكن وصفه بكتابة السيناريو ، وبالتأكيد كان اختيار وقت التنفيذ بدقة متناهية واذا جاز لي تشبيه عملية 'كسر سلاسل' الأسر بهذه الطريقة المدهشة، فهي تكاد تكون صورة مصغرة لتحطيم 'خط بارليف ' من قبل الجيش المصري في حرب اكتوبرعام 1973، حيث تم اختيار 'يوم 6 اكتوبر –العاشر من رمضان عام 1393 هجرية ' ،الذي صادف يوم السبت وهو يوم عطلة أسبوعية ' في دولة الاحتلال ، وصادف أيضا 'عيد الغفران' ،وهو يوم عطلة وعبادة عند اليهود .
اما الأسرى الستة فلم يكن صدفة اختيارهم يوم الاثنين 6/9 وهو عيد رأس السنة العبرية'روش هشانا'، الذي يحتفل فيه اليهود، وقد أعلن جيش الاحتلال يوم الأحد 5 /9 ، فرض إغلاق على الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال فترة الأعياد اليهودية .
أهم الخلاصات من عملية 'نفق الحرية' ،أن الأسرى الستة كسروا هيبة دولة الاحتلال ومنظومتها الأمنية ، وكما عانى الأسرى المحررون في رحلة البحث عن الحرية من التعب والمشقة وعدم توفر الاكل والشرب ، فقد أعادوا قضية الاسرى الفلسطينيين ومعاناتهم الى الواجهة، حيث يقدر عددهم في السجون الاسرائيلية حوالي خمسة ألاف أسير وأسيرة ، يتعرضون لمختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ، كما نجحت العملية في رفع معنويات الشعب الفلسطيني والعرب في مختلف أقطارهم ، ولو توفرت إرادة عربية مشتركة ، واستخدم العرب ما لديهم من أوراق ضغط على الكيان الصهيوي والراعي الاميركي ، لتم تحرير جميع الأسرى، فهم يحتلون المرتبة الثانية بعد الشهداء ،في التضحية هم وعائلاتهم من أجل أم القضايا العربية ' فلسطين ' .. المهم أنهم ' دقوا جدران الخزان '!
theban100@gmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012