أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


"صفقة القرن" مقابل تهدئة

بقلم : كمال زكارنة
01-10-2021 03:08 PM

لم يكلوا ولم ييأسوا قادة الاحتلال من تكرار واعادة طرح وعرض تطبيق بنود صفقة القرن على الجانب الفلسطيني وخاصة على غزة،مقابل تهدئة طويلة الامد.
هذه الصفقة المرفوضة كليا وقطعيا،بكل ما جاء فيها جملة وتفصيلا،لانها باختصار شديد صفقة تصفوية للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني والوجود الفلسطيني برمته.
يائير لبيد وزير الخارجية الاسرائيلي،رئيس الوزراء الاسرائيلي المرتقب بعد عامين اذا عاشت حكومة الائتلاف كل هذه المدة،عرض اخيرا على غزة ،ضمان عيش اسماه بالكريم لاهالي غزة، مقابل تهدئة طويلة الامد،هذا العرض هو احد بنود صفقة القرن ان لم يكن من بنودها الرئيسة،وكأن الشعب الفلسطيني،يبحث عن انواع جديدة من المأكولات والمشروبات يعبيء بها بطنه،وينسى حقوقه الانسانية والسياسية والحياتية بشكل عام،وحقه في تقرير المصير وتحقيق اهدافه الوطنية بالحرية والاستقلال والعودة وبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
الشعب الفلسطيني يبحث عن الحرية والاستقلال ،ولا تعنيه رفاهية ورغد العيش،فما معنى العيش الكريم بلا حرية وبلا وطن حر مستقل،وحقوق كاملة وسيادة وطنية كاملة في دولة مستقلة متصلة جغرافيا وديمغرافيا،تمتلك كل الرموز السيادية التي تنعم بها الدول الاخرى وشعوبها.
انه عرض يهدف الى تطبيق صفقة القرن بالتدرج،تلك الصفقة التي قاتل الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لافشالها ،كما قاتلت القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بجميع قواه الوطنية والاسلامية والمستقلة ضدها،ودفع الاردن ودفعت فلسطين ثمنا باهظا لهذا الموقف الرافض للصفقة،ومورست عليهما الضغوط السياسية والاقتصادية واحيانا الامنية والعزلة وغيرها .
لا يمكن لأي فلسطيني ان يكون فلسطينيا، ويوافق على اي كلمة او حرف من هذه الصفقة التصفوية ،التي اعدها نتياهو وتبناها ترامب واعلنها على انها خطة امريكية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط ،وهي على حساب تصفية القضية والوطن والشعب والوجود الفلسطيني،ولا يجوز الاستماع ولا النظر الى اي طرح او عرض ذا صلة بها، من قبل اية جهة كانت.
الحرية تنتزع من بين انياب واضراس العدو،ولا تهدى ولا تعطى مجانا،الا اذا كانت مقابل تنازلات وتواطؤ وانخراط في ركب وسرب مسلوبي الارادة والمستسلمين وعندها تكون حرية ناقصة ومتهتكة.
تحاول حكومة بينيت – لبيد انقاذ نفسها من السقوط ،وصعود نتنياهو وحزبه وتياره،من خلال تقديم عروض للجانب الفلسطيني ،لا تحمل في طياتها اية قيمة معنوية او مادية ،وبعيدة كل البعد عن جوهر الحق الفلسطيني،مما يؤكد ان جميع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة طيلة العقود الماضية نفس النسخة تنتهج نفس السياسات والممارسات،وتتخذ نفس المواقف ،وتتبع نفس الاساليب في المراوغة والخداع والغدر.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012