أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حراسة وثيقة الجلوة العشائرية

بقلم : فايز شبيكات الدعجه
03-10-2021 01:12 PM

في خطوة حكومية جريئة وصفت بأنها الاكثر اهمية وخطورة في اجراءات وزارة الداخلية على الاطلاق، دشن وزير الداخلية مازن الفراية مشروع انهاء ظاهرة الجلوة العشائرية المزمنة، وذلك ايذانا بانطلاق الفصول الاولى في مسار اغلاق ملف الموت الاحمر المنبثق عن العادة الاجتماعية التي ربما ينفرد بها الاردن، والمخالفة للقيم الاخلاقية والعقائدية، والاعراف الحميدة السائدة لدى شعوب الكرة الارضية جمعاء، وفرار ذوي القاتل الابرياء للنجاة بارواحهم، وتجنبا لانتقام ذوي المقتول ووقوعهم ضحية لاعمال ثأرية.
اظن ان معالي الوزير قاس قبل ما غاص في لجج هذا الملف العميق، والمسألة حساسة ولا تحتمل الفشل...الفشل يعني بصراحة فشل صاحب القرار. والنتائج سيتم رصدها منذ الان، وهي نتائج رقمية سريعة الظهور.
لم يتم الكشف عن عدد المشردين وهو بالالاف بطبيعة الحال نتيجة ٤١٣ قضية، وفي كل قضية عشرات الاسر، وفي كل اسرة اعداد ربما تكون كبيرة من الافراد بينهم اطفال ونساء ومرضى وشيوخ .
النجاح الجزئي المتدني يعني الفشل، ونحن بانتظار سماع اخبار متقاربة ومتلاحقة عن عودة العائلات لمنازلها آمنة مطمئنة.
المعاينة الاولية لشكل الوثيقة التي حملت فقرات المشروع تشير الى انها وثيقة صراعية، ستسير في طريق على درجة عالية من الوعورة والالتواء، وبحاجه لمتابعة واسناد شعبي ودعم رسمي متواصل، وعلى ذات الدرجة من الزخم والتصميم والاندفاع حتى تتكل بالنجاح، وتحقق اهدافها وغاياتها الوطنية النبيلة.
لكن ثمة ما يدعو للقلق حول حراسة الوثيقة وصيانتها من التلف والضياع، وعدم توقف هذا المشروع الطويل الامد او ربما تعرضه لتعديلات باهتة، في ظل غياب الضمانات لحمايتها من الفتور والنسيان مع التغيرات الوزارية الروتينية وتبدل المسئول، حتي لا يكون هذا الانجاز الكبير عملا شخصيا مرتبطا بوزير الداخلية الحالي، وهذا ما يجعلنا نتفاءل تفاؤلا حذرا وتساورنا احيانا الشكوك حول مستقبله وعودة الظاهرة الى ما هي عليه الان..
جدير بالذكر ان اهم بنود الجلوة بموجب الوثيقة تقتصر على القاتل ووالده وابنائه الذكور، ما يعني بضعة اشخاص فقط ولمدة سنة، والى لواء او حي في المدينة،ويقدر قيمة الدية قاضي القضاة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012