أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الخميس , 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاونروا بين الضغط المالي وابتزاز المناهج

بقلم : كمال زكارنة
04-10-2021 11:34 PM

منذ تأسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا التابعة للامم المتحدة قبل اكثر من سبعين عاما،وهي هدفا للتصفية من قبل الاحتلال،لانها تمثل العنوان والهوية لقضية اللاجئين الفلسطينيين،الذين يعتبرون الذخيرة الحية للقضية الفلسطينية،ولم تتعرض الاونروا لضغوط مالية وسياسية في تاريخها، كما شهدته في عهد الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب بالتعاون والتنسيق المباشر مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو.
فقد فرض ترامب على الوكالة حصارا ماليا مشددا،وقطع عنها المساعدات الامريكية،وطلب من الدول المانحة للاونروا وقف مساعدتها، بهدف تصفيتها،ووقف عملياتها في مناطق اللجوء الفلسطيني الخمس،الاردن والضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا ولبنان،لانها تمثل الوجه الانساني والسياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين عصب القضية الفلسطينية.
لكن التصدي الاردني الفلسطيني العربي الدولي،الذي قاده الاردن بكل جدارة،حال حتى الان دون تحقيق الاهداف الامريكية الاسرائيلية ضد الاونروا،وواصلت عملياتها،وتقديم خدماتها التعليمية والصحية والاجتماعية واللوجستية وغيرها لاكثر من ستة ملايين لاجيء فلسطيني في مناطق عملياتها.
وما يزال الاردن يقود حملة دبلوماسية عالمية لانقاذ الاونروا ماليا،وتمكينها من مواصلة اعمالها ومهامها،وهناك جهد كبير لعقد مؤتمر دولي لهذا الغرض.
الهدف من الغاء الاونروا واضح،وهو تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين،وفرض دمجهم في المجتمعات التي يعيشون معها في الدول المضيفة،تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية برمتها.
حتى الآن، استطاع الاردن وفلسطين والدول العربية ودول اخرى بفعل الجهد السياسي الاردني والفلسطيني،افشال المخططات والاهداف الاحتلالية،لكن كما هي عادة فان الاحتلال لا يكل ولا يمل من البحث ،لاثارة مشاكل جديدة للتأثير على عمل الاونروا في مناطق عملياتها، فقد نبش اخيرا مشكلة المناهج التدريسية والتعليمية في مدارس الوكالة،مدعيا انها تثير الكراهية ضد السامية،ولا بد من تعديلها والغاء بعضها لتتساوق من جهود السلام في المنطقة!!.
ربما لا يدرك الاحتلال ان المناهج التي تعتمدها الاونورا لاكثر من ستمائة الف تلميذ/ة وطالب/ة،في مناطق عملياتها،تختلف من دولة لاخرى،وهي نفس المناهج التي تعتمدها الدولة المضيفة للاجئين،وان تغييرها يتطلب تغيير مناهج الدولة المضيفة.
لا شك ان الهدف من اثارة هذه المواضيع،اضافة الى الهدف الرئيس الرامي الى تصفية الاونروا ومعها قضية اللاجئين،يكمن في العمل على تجهيل جيل من اللاجئين بعد حرمانهم من التعليم.
وتعاني الاونروا من أزمة مالية تعرض وجودها للخطر فيما تسعى للحصول على مساعدة عاجلة بقيمة 120 مليون دولار لمواصلة أنشطتها،الامر الذي يمثل تهديدًا حقيقيًا لعملها المستمر.
وبحسب المسؤول الاول في الوكالة ،يشكل الوضع المالي الحالي خطرا وجوديا حقيقيا عليها، وإذا استمر الوضع على هذا النحو فإن الوكالة'ستواجه خطر الانهيار السريع، و لم يتضح ما إذا كانت 'الأونروا' ستكون قادرة على مواصلة أنشطتها في شهري نوفمبر وديسمبر القادمين.
وسيصعب عليها كما اعلن،توفير خدمات التعليم المدرسي لـحوالي ستمائة ألف طفل والرعاية الصحية لآلاف الفلسطينيين، بالإضافة إلى دفع رواتب 28 ألف موظف في شهري نوفمبر وديسمبر.
ناقوس خطر وجرس انذار امام العرب والعالم اجمع،يستدعي العمل السريع والدؤوب على انقاذ الوكالة من التصفية والالغاء،وما يتبع ذلك من مخاطر جسيمة على القضية الفلسطينية والمنطقة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012