أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل يمثل الحراك مصالح الشعب؟

بقلم : قيس مدانات
23-04-2012 10:02 AM
قيس مدانات


ليس هناك من انتقاد رسمي للحراك الشعبي الحاصل في الأردن، بل إن توجه الدولة الرسمي المعلن هو دعم الحراك من باب حرية التعبير التي كفلها الدستور، ومن باب تبني الحراك لقضايا الاصلاح ومكافحة الفساد. كما أن جلالة الملك أعلن في عدة مناسبات دعمه للحراك المطالب بالاصلاح وأن 'الربيع العربي' أعطى جلالته فرصة كان ينتظرها منذ عشرة سنوات.
ألا أنه تعلو بعض الاصوات بين الفينة والأخرى تنتقد الحراك وتتهمه بتعطيل مصالح الناس وتقلل من شأنه وتصفه بأنه لا يمثل الشعب الأردني، فهل هذا صحيح؟
لنعترف بداية أن عجلة 'الاصلاح' في الأردن لم تبدأ الدوران إلا بعد نزول الناس للشارع في بداية العام المنصرم. هذا لا يعني بالضرورة أن الحراك الشعبي بدأ في بداية العام الماضي، فالاحتجاجات الشعبية بدأت قبل هذا بعامين تقريبا. لكن الحراك أخذ طابعا مختلفا في شهر كانون ثاني 2011 وتوسع وانتظم على شكل مسيرات اسبوعية ووقفات احتجاجية في معظم المحافظات. وهذا ما كان الدافع الحقيقي وراء سلسلة الاصلاحات حتى وإن كانت لا تلبي مطالب الحراك، وهو الذي أعطى الملك الفرصة التي كان ينتظرها، وجعله ينتقد 'قوى الشد العكسي' علانية، ويقول بأنه الضامن والكفيل لعملية الاصلاح السياسي في خطاب القاه أمام البرمان الاوروبي الاسبوع الماضي.
يلحظ المراقب تقدما في خطاب الحكومة وآراء المسؤولين الحاليين والسابقين بعد 'الربيع الأردني' لجهة انتقاد أخطاء الماضي والاعتراف بها، ومنها خطايا جسيمة لا تغتفر كتزويير الانتخابات النيابية والبلدية، وقانون الانتخاب، ونهج الخصخصة، وتقييد الحريات العامة، وتغول قوى غير رسمية على الحكومات المتعاقبة وقراراتها واغتصاب الولاية العامة منها.
كلام جميل، وما كان ليحصل لولا الاحتجاجات الشعبية بكل أشكالها، لكن هل يكفي الكلام؟ أيجب على الحراكات أن تتوقف عن الاحتجاج؟ اتترك الأمور للحكومة لتقوم بما تراه مناسبا؟
ليس هناك ما يجعل الأردنيين مطمئنين أن حكومة عون الخصاونة ستقوم بما يجب فعله في مجال الاصلاح، فالحكومة إلى اليوم لم تحرز أي تقدّم في مجاليّ الاصلاح السياسي أو الاقتصادي، بل إنها قدمت أمثلة على التسويف وإضاعة الوقت وعدم الجدية في الاصلاح أو مكافحة الفساد. ولأن تجربة الشعب الأردني مريرة مع الحكومات السابقة جميعها وثقته معدومة بالتصاريح والقرارت الحكومية، ولأن ما دفع بالحكومات للاعتراف بالأخطاء الماضية والحديث عن تلبية مطالب الشارع هو الاحتجاجات الشعبية، وكي لا يترك قرار الدولة بيد قوى الشد العكسي، ولكي نصل للاصلاح المنشود ونساعد جلالة الملك فيما يطمح إليه، وندعم الحكومة بما تدعيه من محاولة الاصلاح، يجب على الاحتجاجات الشعبية أن تستمر إلى أن نحقق تغييرا جذريا في آلية اتخاذ القرار في البلد ونحقق قوانين الاصلاح الحقيقية ونحاكم كل من أساء للأردن وشعبه. وليعلم الأردنيون أن دعمهم للحراك ومشاركتهم فيه بكل كثافة هو ما سيوصل الأردن إلى بر الأمان.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012