أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


يوم السلط الوطني

بقلم : محمد الوشاح
07-10-2021 12:39 AM

يعتبر يوم السابع والعشرين من شهر تموز من كل عام يوما خالدا في تاريخ السلط الحديث ، بعد ان تمّ إدراج المدينة على قائمة التراث العالمي ، وعليه فإني أقترح على بلدية السلط الكبرى ومؤسسات المجتمع المحلي وعلى رأسها مؤسسة إعمار السلط باعتبار هذا اليوم يوماً وطنياً تلتقي فيه كافة الفعاليات الرسمية والشعبية والثقافية والكشفية لإقامة الإحتفالات الخطابية والثقافية والفلكلوريه ، في مشهد بهيج يشارك فيه جميع أبناء السلط بأفراحهم وأهازيجهم .

فلمدينة السلط التي تضمّ الكثير من الأماكن التاريخية والدينية والمواقع الأثرية والتراثية إضافة الى التكافل الاجتماعي بين سكانها مسلمين ومسيحيين تاريخٌ عريقٌ ومجيد ،، وعلى الرغم أن اليونسكو أطلقت عليها مدينةَ التسامحِ والضيافةِ الحضريه ، إلا أنَّ أهلَها فضّلوا تسميتَها بمدينةِ الأوائل ، كونُها تضمُ أقدمَ مدرسةٍ ثانويةٍ في المملكه ، وخرّجت الكثيرَ من رجالاتِ وقادة الدولة الأردنيه .

أقيمت مدينةُ السلط على سلسلةِ تلالٍ جبليه ، تمتلئُ بالمباني المشيدةِ بحجارةٍ صفراء ، إذ تضمُ في أحيائِها أكثرَ من سبع مئة بيتٍ تراثي، كانت تمثل عصراً ذهبياً لبلادِ الشام ورافداً أساسياً لها في العهد العثماني .

ومن أشهرِ معالمِ مدينةِ السلط : عمارةُ أبو جابر ، وديرُ اللاتين ، وشارعُ الخضر نسبة الى مقام الخضر الذي يحمل رمزية دينية لدى سكان المدينة مسلمين ومسيحيين ، وشارعُ الحمام الذي يقع ضمن مسار السلط التراثي ويخترق أسواقَ المدينة ومعالمها .

ولوجود هذه المعالم المشهورة إضافة الى التكافل الاجتماعي بين الأسرِ في مدينةِ السلط وعدم وجودِ أحياء منفصلةٍ على أساسٍ ديني، هو من الميزاتِ الواضحةِ للمدينه ، وزادها أهميةً كذلك خصائصُ العيشِ المشترك وثقافةُ التسامحِ والوئامِ بين عموم أهلها ، مما شجّع القائمينَ على البلديةِ ومؤسسةِ إعمار السلط ، لبذل جهودهم على مدار السنواتِ الماضيه ، لترشيحها لأنْ تكونَ على قائمةِ التراثِ العالمي .

ولمدينةِ السلط تاريخٌ عريقٌ يمتدُ لقرونٍ طويله ، حيث شكّلت المدينةُ على مدى العهودِ السابقه مزيجاً بين الماضي والحاضر ، لتبقى شامخةً بتاريخها وإنجازاتها ، وقد ساعد موقعُها الجغرافي لأنْ تكونَ مستقراً لحضاراتٍ مختلفة على مدى قرونٍ من الزمان .

وبقيت السلطُ على الدوام كبقيةِ المدن الاردنية ، أنموذجاً للوئامِ والمحبةِ والتسامح ، ويجسد ذلك العلاقةُ الاجتماعيةُ بين أهلِ المدينةِ من مسيحيين ومسلمين وحبِّهم لبعضهم بعضاً ، إيماناً منهم بأن العيشَ المشترك يقود نحو الازدهارِ والنماء ، وأنَّ الدينَ والايمان يحثهم على حبِ الخيرِ وحبِ الجار ، لذلك فإن أهلَ السلطِ بصورةٍ خاصه ، والاردنيين بشكلٍ عام ، يشكلون أنموذجاً فريداً من التلاحمِ الوطني والتآخي فيما بينهم .

وختاماً ، فإنني آمل أن نحتفي بهذه المناسبة العطرة اعتباراً من العام القادم وتحديداً يوم 27 تموز ، ليكون يوماً وطنياً للسلط وأهلها ، كما أغتنم هذه المناسبة العظيمة لأنْ أتقدمَ بالتهنئةِ والتبريكِ لأهلنا في السلط وعمومِ شعبنا الأردني ، بهذا الإنجاز التاريخي والتراثي والإنساني لمدينتنا الأبية ، ولكل الجهات التي أسهمت عاليا لوصول السلط الى هذه المرتبة المشرّفة ، والشكر الموصول كذلك للجمعية الأردنية للمحافظة على التراث التي لعبت دوراً بارزاً لمنع هدم المباني التراثية أو إجراء أي تغيير لمعالم الأبنية القديمة في السلط ، مع تمنياتي على الجميع المحافظة على هذا الإنجاز العظيم .


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012