24-10-2021 06:45 AM
كل الاردن -
منذ سنوات استطاع عدد من الأشخاص ممن انتسبوا لهذا الوطن في ظل ظروف غير طبيعية لا بل ومرفوضة احيانا، من الاعتداء على مقدرات الوطن وثرواته دون حسيب أو رقيب، ولعلي اقول أيضا انهم استطاعوا الاستيلاء على كثير من المواقع الإدارية في الدولة وأحيانا المواقع التشريعية، ومع كل ذلك تحمل الشعب الاردني ذلك بالرغم من كل المطالبات بملاحقتهم واستعادة ثروات الوطن ومحاسبة كل من سولت له نفسه بالاعتداء ونهب وسرقة الوطن.
ما نشاهده لافعال تلك الفئة التي فرضت علينا هو تفكيك وإضعاف مؤسسات الدولة الرسمية وتحويل الكثير منها الي ما يشبه المزارع الخاصة، استعدادا لفرض اجندة سياسية قد تفرض علينا استحقاقا ربما لمشروع 'إ اسرائيل الكبرى' فوق تراب كامل فلسطين وبالتالي فرض هيمنتها وسيطرتها على الاردن اولا وبقية دول الإقليم أو ما فرض علينا تسمية الشرق الأوسط بدل العالم العربي أوالإسلامي.
اليوم تتصاعد بعض الأصوات التي أشرت لها في مقالي السابق ممن لا تاريخ لها إلا الخيانة والعمالة لتعلن بشكل مباشر عن أهدافها وغاياتها التي حذرنا منها طويلا دون أي رد فعل رسمي أردني حتى لو كان خجولا أو مجاملا لشعب قدم وضحى من أجل وطنه.
ولعل البعض يتساءل عن اين الموقف الرسمي الاردني؟ ولماذا لم يتم اتخاذ اي موقف سياسي وتشريعي ينهي ويوقف تلك الأصوات والمخططات؟ وانا اجيب اعتقادا، ربما ان هناك تواطؤا وقبولا بما يطرح وان هناك شركاء لهذه الفئة التي تتطاول على ثوابت الأردن لم يكونوا يوما ممن يعتبرون هذا الوطن وطنهم أو تاريخهم ومستقبلهم، بل مرحلة مؤقتة في حياتهم وتاريخهم الملوث مستغلين نفرا من ابناء الوطن ممن أغراهم الفساد وعشعش النفاق فينفوسهم.
وللتذكير منذ توقيع اتفاقية وادي عربة الهزيلة، وما تبعها من قرارات وتشريعات داخلية، وحتى يومنا هذا تم وبنجاح تمييع الهوية الوطنية الأردنية، وبدأ العمل على ما يسمى الهوية الجامعة بعد إدخال مئات الآلاف من اخواننا العراقيين وغيرهم من السوريين وقبلهم جميعا من ابناء فلسطين حتى من ينطبق عليهم قرار فك الارتباط، كل ذلك لا قناع الاردنيين ان هذا الوطن لم يعد لكم. وان هويتكم لم تعد تصلح لهذه الجموع البشرية.، وعليه لا بد من البحث عن هوية جديدة تتناسب مع التسويات النهائية للمنطقة وهذا برأيي قد يخدم المشروع الصهيوني.
وكما اقول دائما للحديث بقية فأنا ومعظم أبناء الشعب الاردني ندرك ما يخطط له وما يجري تنفيذه منذ سنوات طويلة، ولكن اليوم أصبح الأمر انتظارا للخطوة الاخيرة والتي من الواضح أن اصحاب الشان لم يدركوا خطورتها عليهم اولا وأن الشعب الاردني الذي تحمل الظلم والقهر وحتى الاذلال احيانا للأسف في سبيل البحث عن العيش الكريم لن يقبل اليوم بأن يصبح مجرد رقم في دائرة الأحوال المدنية أو انسانا فاقدا لتاريخه وهويته ووطنه.