أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


يا عمال البوتاس ... لقد طفح الكيل

بقلم : مالك نصراوين
24-04-2012 10:22 AM

مالك نصراوين

لليوم الثاني على التوالي ، يعتصم المئات من عمال شركة البوتاس العربية ، في مواقع الشركة الثلاث ، غور الصافي والعقبة وعمان ، بعد الاعلان عن مهزلة انصاف المظلومين من قبل الادارة الكندية ، بالتعاون مع نقابة المتآمرين على عمال المناجم والتعدين ، والادارة الوسطى العربية ، فجاء هذا الانصاف عكسيا ، ليحقق المزيد من القهر للعاملين ، فبدل ان يتم تعديل رواتب من حرموا من الزيادات التي يستحقونها منذ عام 2008، تم تحويل هذه الزيادة الى رواتب المدراء العرب الخيالية ، وحرمان صغار العاملين منها ، امعانا في القهر ، وتحديا سافرا لمطالبات العمال وتضحياتهم .
الم يكفي هولاء المدراء رواتبهم ، التي وصلت ادناها الى ما فوق الخمسة الاف دينار ، والامتيازات التي يتمتعون بها ، حتى تتم زيادة رواتبهم من 200 الى 400 دينار ، هل وصلتكم الرسالة بالخطأ ، وتم ترجمتها لكم ، بان العمال يطالبون بزيادة رواتب المدراء ؟ انها ليست من قصص الظلم الاجتماعي في العصور الوسطى ، انها من احداث القرن الحادي والعشرين ، وفي الاردن ، وتمارسها ادارة غربية ، في الوقت الذي يرفع فيه الغرب ، شعار الديمقراطية وحقوق الانسان ، فيحرض على الثورات ، وقلب انظمة الحكم في الدول العربية ، بدعوى حماية حقوق الانسان ، الم يكن الاجدى بكم ايها الغربيون ، ان تعطونا درسا بهذه القيم ، بعد ان تسلمتم زمام الامور في شركة البوتاس العربية ، الم يكن الاجدى بكم ، ان تستمعوا الى المظلومين اولا ثم تنصفوهم ، وتحققوا العدالة ، حتى نصدق ساستكم ، الذين صمَوا اذاننا بصرخات المطالبة بالحرية ومحاربة الديكتاتورية ؟ كيف يطالبنا الغرب بالديمقراطية ، واسقاط الديكتاتورية ، وادارتنا الكندية تمنح المدراء العرب ، الصلاحيات المطلقة لممارسة الظلم ، واغداق الرواتب والزيادات عليهم ، وترفض اي شكوى ضدهم ، وتغلق الابواب في وجه العمال .
ان ديمقراطيتنا 'الديكتاتورية' افضل من ديمقراطيتكم ، ففي عهد الادارة العربية لشركة البوتاس ، كان لدينا ما يشبه الاستئناف والتمييز ، كان باستطاعة اي عامل ، ان يذهب الى مكتب نائب المدير العام للشؤون الفنية في اي وقت ، حيث كان يتواجد في مكتبه ليلا ونهارا ، وان يذهب الى اي مسؤول اعلى ، عندما يعجز عن نيل حقه ، وان لم تصدقوا اسالوا عن المهندس ناصر السعدون ، الذي كان يفعل ذلك ، لتنتهي اي مشكلة برضى كل الاطراف ، وليشعر الجميع بالعدالة النسبية الكبيرة ، التي نفتقدها الان ، اما اليوم ، فيستطيع المدير العربي ، ان يمارس كل اشكال الظلم ، بالتلاعب بالتقاييم السنوية ، والتلاعب بحجم العمل لاي من العاملين ، بتكبيره شكليا حتى يبدوا مؤهلا لمنصب اكبر ، وتقليصه حتى يكون حجة لتقزيم دوره ، فهو فوق المحاسبة ، بدعم من الادارة ، لكن القضاء الاردني العادل ، سيكون لهم بالمرصاد .
اما كارثة الكوارث التي حلت بنا ، الا وهي نقابة العاملين بالمناجم والتعدين ، والتي ابتلينا به منذ اواخر عام 2003 ، وهو عام الخصخصة ، فاننا نحمل المسؤولية عن كوارثها للعمال انفسهم ، الذين جددوا انتخاب قيادتها قبل عامين ، رغم التجربة المريرة معها في السنوات السابقة ، لم نتعظ ولن نتعظ ، ما دمنا لا نضع مصلحتنا فوق اي اعتبار اخر ، عندما نتقدم الى صندوق الاقتراع ، تماما كما هو حالنا مع مجلس النواب والنقابات والاحزاب ، نمارس انفصام الشخصية باجلى صورها ، نشكو ونتذمر من التقصير ، ثم ننتخب من كنا نشكوه ، وها هو مجلس النواب اوضح مثال ، فبعد حل مجلس النواب الخامس عشر ، انتخبنا مجلسا اسوأ منه ، نهتف ضده كل يوم ، لكنني على يقين ، اننا سننتخب الاسوأ منه لاحقا ، ولو طبقنا ارقى قوانين الانتخاب في العالم .
منذ عام 2008 ، وهو العام الذي قررت فيه الادارة الكندية من تلقاء نفسها ، تعديل رواتب العاملين ، دون ان يكون للنقابة اي فضل بذلك ، ودورها الوحيد كان بتشويه هذا الانجاز ، عندما رهن اعضائها التوقيع على الاتفاقية العمالية مع ادارة الشركة ، بتحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح اتباعهم ، ووجدوا ضالتهم في ادارة الموارد البشرية آنذاك ، التي وزعت المنح والعطايا على اتباعها ، وفق مبدأ 'يا غلام اعطه الف درهم' ، مما حول هذا الانجاز الى كارثة ، وهناك طرفة حقيقية يتداولها العاملون ، تقول بان ادارة الشركة حجزت لاعضاء النقابة في فندق الموفينبك في البحر الميت لثلاثة ايام ، حتى يتسنى لهم دراسة هيكلة الرواتب قبل التوقيع ، فمكثوا ساعتين فقط ووقعوا ، بعد ان ضمنوا مصالحهم ، وكانوا يودون البقاء في الفندق للراحة والاستجمام ، الا ان الشركة الغت الحجز بعد توقيعهم ، ومنذ تلك الموقعة ، والعاملون ينتظرون العدالة ، بعد ان اعترفت كل الاطراف بغيابها ، وها قد تحققت تلك العدالة الاسبوع الماضي ، فتمت زيادة رواتب المدراء ، فيا لها من عدالة .
يا عمال البوتاس ، ان مطالبكم واضحة وعادلة ، العدالة في الرواتب لجميع الفئات ، والعدالة للجميع بالمكاسب ، وخاصة مكافاة نهاية الخدمة ، التي يتمتع بها بضع مئات ممن تم تعيينهم قبل عام 1986 ووصلت لبعضهم لانصاف الملايين ، وحرمت منها الاغلبية ، وبالاخص الذي شارفوا على التقاعد ، ويامل بها العاملون الجدد في قادم السنين ، بمن فيهم بعض اعضا، النقابة ، الذي جاهروا بتفاؤلهم بالحصول على المكافاة ، ما داموا في بداية مرحلتهم العملية ، ولا يهمهم المئات من قدامى العاملين ، الذي ضحوا وعملوا في اقسى الظروف ، وكانوا رواد البناء ، وها هم قد تساووا بالرواتب مع القدامي ، بعد تجاهل الخبرة الطويلة ، وفق مباديء العدالة الجديدة ، التي هلت علينا مع العولمة .
انكم مطالبون يا عمال البوتاس ، بالاستقالة من نقابة المناجم والتعدين ، والسعي لانشاء نقابة مستقلة بكم ، وها هم عمال الفوسفات قد اناروا لنا الطريق ، بعد ان فضحوا دور قيادة نقابة المناجم والتعدين ، فقزموا هذا الدور ، لتصبح عمليا نقابة للعاملين في البوتاس ، وها هم قد حققوا المكاسب لاتباعهم ، بعد ان تحرروا من هذه الصخرة الجاثمة على صدورهم ، ان هذا هو طريق الخلاص الاوحد .

m_nasrawin@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-04-2012 06:15 PM

الاحسن يكون الواحد من جماعة الادارة للحصول على مكاسب سمينه كل تعديل 500 دينار

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012