أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مشكلتنا ليست في التعديلات الدستورية

بقلم : علي الجماعين
25-04-2012 09:56 AM

عضو الهيئة الإدارية، جمعية الكتاب الالكترونيين الأردنيين ،.


قد لا يعلم الكثيرون أننا قطعنا سنوات كثيرة من العمر ولم ننتم لأي حزب كان ولم يستطع (أي حزبٍ) أن يستقطبنا لأن نكون من الأعضاء في أي حزب أو جماعة ، وأحمد الله على ذلك كثيراً فكل أحزابنا تضع مصالحها أولاً قبل الوطن أولاً ، في حين أن الأحزاب الدينية تزيد عليها بوضع مصلحتها قبل الدين وقبل الوطن.

عدم التحزب إلا للأردن جعلنا نقول للأعور (أعور في عينه) .. وذلك لأن وجودنا دون غطاء حزبي يجعل مسألة اتهامنا بالعمالة أو الاسترزاق أو محاولة تقويض النظام أو (قبض المغلفات) من هنا وهناك غير واردة ! والحمد لله لم نتعرض لمصادرة مقال أو رأي أو لتحقيق أو اعتقال أو حتى بلاغ كاذب. فمصلحة الوطن العزيزهي الأولوية. لكن على ما يبدو سأكون ضمن حزب سيكون برنامجه الأردن والأردن ثم الأردن ويبقى الأردن، وصون الهوية الأردنية وحق الشعب بالسيادة على وطنه كبقية شعوب العالم. ولا لتفريغ فلسطين من أهلها خدمة مجانية للصهيونية.

قد يسأل سائل وما الداعي لهذه المقدمة أو لربما يسميها السيمفونية، فقد سأل أحد الأصدقاء لماذا لا تكتب عن التعديلات الدستورية مثلاً ، فهل تخشى ذلك؟

وقبل أن أتحدث حول هذا الأمر أود أن أوضح بأن التعديلات حتى وإن شملت تحديد المهور فهي لن تساوِ شيئاً ما دامت الإدارات القائمة على التنفيذ تجهل ما هو مكتوب أمامها وتفسر كل حالة حسب أهوائها ورغباتها، وتقوم بالتعيين حسب درجة النسب والحسب، ولا تهتم بالكفاءات إلا لمن كان من ذوي الصلعات البراقة والبنطلونات الساحلة فتكاد أن تتكشف معها العورات.

لا نسعَ لإدانة الحكومة فهذا يطيل بعمرها الزمني لتقضي على الأخضر قبل اليابس بتقاعسها وفقدان هيبتها وعجزها عن حل مشاكل المواطنين وبما اقترفته وتقترفه بحقهم سواء باللامبالاة أو عدم المقدرة على تأمين فرصة عمل واحدة سوى لأبنائها وأحفادها وأصهارها وندمائها. وهذا ناتج عن عدم وجود الحكومات صاحبة الولاية والتي لا تمتلك سوى صلاحيات المختار في الزمن العثماني.

فمثلاً: هل يوجد إجابة واضحة وصريحة حول ارتفاع أسعار العديد من السلع التموينية؟ وهل تمتلك الإجابة من دون مواربة عن تكاليف جر مياه الديسي المقدرة قبل البدء بالمشروع ب (390 )مليون وأصبحت الآن تتجاوز المليار؟ وهل تمتلك الجرأة أن تبين للمواطنين ما هو الفرق بين مفاعل طوقان واستغلال الطاقة الشمسية؟ وهل تجرؤ الحكومة على إنصاف خريجي التوجيهي بالقبول الموحد بدون محاصصة؟ وهل تمتلك الإجابة لبيان تدني المستويات التعليمية بمختلف مراحلها؟ وهل تستطيع بيان السبب الذي يدفعها للتعاون مع الصهيونية بتفريغ فلسطين من أهلها ؟ الأسئلة كثيرة والإجابات ( طناش ) وهذا أدى الى ضعف المواطَنَة عند المواطن الأردني، فحكوماته لا تجيب عن أبسط الأسئلة فلديها نموذج واحد للإجابة: (الأردن مستهدف!!!!) فهل الاستهداف يمنع الحكومات من العمل أم انه سيحفزها للبذل والعطاء، لا للكسب ولا لفرض الضرائب واستنزاف جيوب الفقراء.

وعليه فلابد من وجود خطة ( إسعاف وطوارئ) عاجلة يتبناها الجميع للخروج من هذه المآزق.. فإن مواصلة (الطمطمة) وسياسة (ترحيل الأزمات) لن تؤدِ إلا إلى مزيد من الإخفاقات والتدهور مما سيجعل أي مواطن يقول (أنا الحكومة) واتركوا كراسيكم لأنكم لا تملأونها ولا تستحقونها . كما أن وجود معارضة صورية ليس لديها أي برنامج للخروج من إخفاقات الحكومات التوريثية سيجعل البلاد تتجه للفوضى نتيجة معاناة المواطن (وإحنا مش ناقصين).

يعني يا جماعة الخير القصة (بالعربي) لم تعد قصة (تعديلات دستوريه) القصة (قصة وطن) .. فالأردن لنا جميعا، وليس لأبناء الذوات والسهرات والطائرات ... ولا بد من وجود دولة تُبنى على المواطنة .. كل مواطن في البلد يكون له شرف البناء والتعمير وتولي المسئولية واتخاذ القرار ولا فضل لأحد على آخر مهما طالت اللحية أو قصرت، وأظن أن المعنى واضح.

مسئولية الكلمة تجعلنا نتكلم بصدق ووضوح فإن مستقبل البلاد في خطر إن لم تنتبه حكوماتنا ( أراحنا الله من المتككرين فيها ) وعلى الشعب أن ينتبه وينبه لكل خطأ.

فكما أن الزعتر مفيد جداًً مع زيت الزيتون فإن (الشعب) مهم جداً للحكومة التي تتناساه دوماً.

' على فكره شو صار بالفوسفات؟ '

ويا ربي رحمتك ،،،.




التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012