أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


روسيا وحلف الناتو

بقلم : د.عثمان الطاهات
02-11-2021 05:49 AM

يؤكد خبراء ومختصون في مجال العلاقات الدولية إنَّ العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي «الناتو» أصبحت معقَّدةً ومضطربةً، وأنَّها تتخذُ مساراً جديداً يجبُ على كلا الطرفين الالتفاتُ إليه؛ لتجنُّب مُواجهة عسكريَّة مُباشرةٍ قد تندلعُ بصُورةٍ غير مُتوقَّعةٍ.
الوضع الأمنيَّ في أوروبا وصل إلى أدنى مُستوياته خلال ثلاثة عقود ومنذ عام 2014 أصبحت كل من روسيا ودول «الناتو» تُنفِّذُ تدريباتٍ بريَّة وبحريَّة وجويَّة في نطاقات قريبة جدّاً، ينتُج عنها أوضاعاً عسكريَّةً خطيرةً في بعض الأحيان.
في بعض الأحيان تكُون الأُمور بين الطرفين على وشك الخُروج عن السيطرة، خاصةً في ظل انتهاء بعض الاتفاقيَّات العسكريَّة الخاصَّة بالحدِّ من التَّسلُّح التي يرجعُ تاريخُها إلى حُقبتي الثمانينيات والتسعينيَّات، إضافةً إلى توقُّف بعض خُطُوط الاتِّصال التي كانت قائمةً بين الطرفين، التي تمَّ إنشاؤُهـا منْ أجل تخفيف حدَّة التَّوتُّر، ومنع تسبُّب أي أخطــاءٍ في اندلاع مُواجهـةٍ عسكريَّـةٍ.
على الصعيد الرسمي، صرَّح نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر جروشكو، اخيرا أن: العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي «الناتو» في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، فجميع الاتصالات توقفت عمليا بين الطرفين.. من الواضح أن الحلف لم يكن قادرا على التكيف مع الظروف الأمنية الجديدة، وعاد من أجل بقائه إلى افتراضات الحرب الباردة، والحماية من «تهديدات الشرق». وعلى حد قول الوزير الروسي « تم إنهاء كل تفاعل عملي مع روسيا، حتى في تلك المجالات التي قدمت فائدة أمنية واضحة لجميع أعضاء مجلسي روسيا والناتو».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، اخيرا أن موسكو: «قد تعزز وسائلها الخاصة بالتجاوب مع التهديدات الناجمة عن خطط الناتو لإنشاء ترسانة من الصواريخ الأرضية متوسطة وقصيرة المدى.»وقالت المتحدثة باسم الوزارة «سنستمر في متابعة الخطوات العملية المتعلقة بإنشاء ترسانة من الصواريخ الأرضية متوسطة وقصيرة المدى من قبل الأمريكيين وحلفائهم في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادى.. لا يعني ذلك إطلاقا أننا نغلق الباب أمام الحوار ونحكم إغلاقه، لكننا لا نستبعد أن تجد روسيا نفسها مضطرة في الظروف الراهنة لتركيز جهودها على تنفيذ الإجراءات الخاصة بالتجاوب العسكري التقني على التهديدات الصاروخية الناشئة.»
يصدر ممثلو البنتاجون بشكل متكرر تصريحات حول ضرورة اتخاذ خطوات عملية للإسراع في نشر صواريخ أرضية في مختلف مناطق العالم، «فيما تم تحديد أن تكون مهمتها الرئيسة على أرض أوروبا هي إصابة وسائل الدفاع الجوي، وما سمي أحداث ثغــرات في دفـاعـات العــدو في ظـروف نــزاع (محتمــل) مـع روسـيا».
تؤكد وزارة الخارجية الروسية أن القادة العسكريين الأمريكيين والبريطانيين «مهووسون» بمهمة تدمير «وسائل محض دفاعية مكلفة بضمان أمن روسيا الاتحادية، حال تعرضها لعدوان عسكري». وتشدد على ان موسكو لا تتسلم إشارات واضحة بهذا الخصوص من الإدارة الأمريكية ولا من معظم حلفاء واشنطن في الناتو، بينما تبقى كل المبادرات الروسية الهـادفة إلى إزالة الشـواغـل المتراكمة لدى الطرفين في المجال الصــاروخي «بلا أي رد بنَّـاء».

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012