أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأحزاب الكرتونية والمصالح الوطنية

بقلم : د. بسام الزعبي
14-11-2021 04:10 PM

بالتزامن مع ظهور توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، بدأنا نسمع عن تشكل أحزاب جديدة من شخصيات معروفة وغير معروفة على الساحة الوطنية، وبدأ الحديث عن التخطيط للدخول في ملفات الانتخابات والحكومات الحزبية، في الوقت الذي يفتقر فيه الغالبية العظمى من القائمين على تأسيس تلك الأحزاب للحد الأدنى من الثقافة الحزبية، وتاريخ الحزبية في الأردن!!!.

المتابع لتشكيلة اللجنة؛ يدرك أنها تشكلت بتمثيل (معقول ومقبول من حيث الشخصيات)، ولكنه لا يخلو من الشخصنة والترضية والمجاملات التي اعتدنا عليها حتى عند تشكيل الحكومات، وبالتالي هذا لا يعني أنها تمثل كافة أطياف وتوجهات الأردنيين فعلياً، وعليه فإن كل ما خرجت به من توصيات هو مدار تقييم ونقاش لدى المواطن الأردني بشكل عام.

بعد ظهور التوصيات بدأت المغامرات السياسية!!، وهي مغامرات يقودها الطامحون بالمناصب والمواقع وتصدٌر المنصات والحوارات والجلسات؛ رغم الافتقار لأسس الحزبية والسياسة والقيادة، في حملة موسمية تشهد حماساً كبيراً متلاطم الأمواج والاتجاهات والتوجهات والرؤى، وبعيداً عن وجود أسس وثوابت وطنية كنا وما زلنا ننادي بها ونحرص عليها.

من يعتبر نفسه معارضاً يريد تشكيل حزب!، ومن يرى أن الحكومات غير مقنعة في تشكيلها وأعمالها يريد تشكيل حزب!، ومن يريد أن يلمع نفسه وتجارته وأعماله يريد تشكيل حزب!، ومن يريد أن يثبت لعشيرته ومدينته أنه شخصية مهمة يريد تشكيل حزب!، ومن يطمح أن يصبح وزيراً، حتى لو بالمعارضة أو الولاء، يريد تشكيل حزب!، وهكذا دواليك حتى يكون لدينا أكثر من 100 حزب مستقبلاً، ولكن بدون رؤى وبدون برامج وبدون روح؛ وحتى بدون أعضاء أو مناصرين مقتنعين بالحزبية والأحزاب ومن يقودها!!!.

الأردن يحتاج أحزاب متزنة ومبنية على أسس سياسية وبرامجية متخصصة، تعالج قضايانا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها؛ وهذا يتطلب أن يكون لديها مختصين في هذه المجالات، ولديهم الرغبة في العمل الحزبي الفعلي المنظم، ويجب أن يكون لديهم رؤى محددة وبرامج واضحة لكيفية معالجة المشاكل والاختلالات التي تواجهنا في كل مكان، بعيداً عن الشخصنة والمصالح الضيقة لهذا وذاك من اللوبيات التي تتحكم بالعديد من المفاصل الرئيسية للدولة، فمئة عام من عُمر الدولة؛ كافية لنحدد مكامن الخطأ وأسبابه والمتسببين فيه، لكي نتجاوزها ونتجاوزهم؛ إذا كان لدينا الرغبة الأكيدة في المحافظة على الأردن النموذج لنا ولأبنائنا ولأجيالنا القادمة.

تزدحم الساحة الوطنية بالأحزاب العشوائية القائمة على الشخص الواحد، والأردن وما فيه من كفاءات وقدرات في كافة المجالات يستحق أفضل من ذلك بكثير، والولاء والإنتماء لا يكون بتعليق صورة الملك في صدر مقر هذا أو ذاك من الأحزاب، ولكن يكون بالمساهمة في حل مشكلة اقتصادية أو اجتماعية هنا أو هناك، وفي مساندة الملك وتحقيق رؤاه وتقديم النصح الصادق له، حفظ الله الأردن.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012