أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ماذا نعلم أطفالنا : الثورة العربية مرة أخرى !!

بقلم : د . ذوقان عبيدات
16-11-2021 11:17 PM

ليس من اتفاق على الحقائق التي يجب أن يتعلمها الأطفال ! وليس من اتفاق فيم إذا كنا يجب أن نعلم حقائق أم لا ! وهناك من يرى أن الأطفال يجب أن يتعلموا حقائق دينهم، ومن يرى أنهم يجب أن يتعلموا حقائق تاريخهم، ومن يرى أنهم يجب أن يتعلموا حقائق جغرافية وطنهم، أما جماعة اللغة العربية فإنهم لا يتسامحون بأي بحر من الشعر ... وهكذا يطالب أنصار كل مادة دراسية بتعلم مادتهم وبأكبر قدر ممكن !! بل يطالبون بزيادة عدد حصصهم! ولو خضع التربويون لهذا المنطق لامتد اليوم الدراسي عشرين ساعة !!

من يتصفح مناهجنا يجد أننا نعلم اللغة والحساب والدين والتاريخ، ولم نفرط بأي معرفة إنسانية ! فهل العيب فيما نعلم أم كيف نعلم ؟
علمنا اللغة ووجدنا عدم القدرة أو ضعفها على الاستيعاب ، وعلمنا الرياضيات فنفر الطلبة منها، علمنا التاريخ ولم يعرف طلبتنا الثورة العربية الكبرى!

إذن نحن أمام ثلاثة حلول:

الأول : زيادة الحصص المقررة لكل مادة وهذا مستحيل علميا ونظريا!

الثاني: تحسين أدوات التدريس وأدوات المعلمين، وهذا غير متاح عمليا مع أنه نظريا معقول.

الثالث : هو أننا يجب أن نتفق على قضايا أساسية مثل ، هل نعلم الحقائق أم المفاهيم؟ هل نعلم المعلومات أم التفكير ؟ هل نعلم للتذكر أم التفكير ؟وهذا الحل ليس متاحا ، لا نظريا ولا عمليا مع أنه منطقي جدا، وتربوي جدا ، وإنساني جدا ، وعلمي جدا !!

أنصار المادة يريدون مزيدا من التلقين، مع أننا فشلنا في تلقين طلبتنا أبسط أحداث تاريخنا !!

وأنصار تغيير المعلمين وتنميتهم لم يفلحوا في تغيير مفاهيمهم ، فما بالك بمهارات المعلمين !

ما دفع إلى هذا المقالة ، أن معلمة بعثت برسالة تقول : لماذا يجب علي أن أنقل حقائق تاريخية حتى لو كانت وطنية؟ هل سيسمح لطالباتي بنقد هذه الحقائق أو تحليلها ؟ لماذا لا يعرف طلبتنا البتراء حتى يألفونها ؟ لماذا لا نعلم طلبتنا في أماكن الحدث ؟ ولماذا نسخر منهم حين يقدمون إجابات مضحكة ؟ إن علينا أن نضحك من أنفسنا نحن التربويون !! ولماذا لا نعترف بعجزنا ؟ بدلا من السخرية من جهل طلبتنا؟

أما أنا فأقول لمن نقد جهل طلبتنا بمعرفة بعض الحقائق ، أن يدعو إلى تغيير أنماط التعلم والتعليم !! فلننظر إلى شخصيات الطلبة الذين أجابوا عن أسئلة الثورة العربية الكبرى !! ومن وجهة نظري – وبكامل المسؤولية أقول:

ليس العيب في نسيان بعض المعلومات ! الخطر الأكبر أن جميع من سئل أجاب ، وهو على يقين بأن إجابته غير سليمة !! لم يقل أحد منهم لا أعرف ! وهذا ما يسمى ' التقوى المعرفية ' أو الاعتراف بعدم المعرفة . ولم يخجل أحد منهم من التحدث بلهجة مترددة !! بل تحدثوا بكبرياء، ولم يظهروا ما يسمى ' الاقتصاد في اليقين '

ولم يحاول أحد منهم أن يقف موقفا فلسفيا ، ويجيب عن السؤال بسؤال ! كأن يسأل : ولماذا تريدني أن أعرف ما أنت مهتم به ؟ وهذا ما يسمى ' الوعي الفلسفي ' أو ' الوجودي '

ضحكنا من عدم معرفتهم بمعلومات نسوها ، ولم نتحرك لتصحيح الخلل في شخصية المتعلم ، بل ما زلنا نسمع : ليس من المهم قياس قدرات الطلبة واتجاهاتهم ، وإنما تحسين قدرتنا على قياس معلوماتهم ! وهذه هي الأخطار الحقيقية !!

وأسأل : هل تريدون طلبة يحفظون وينسون ؟!!

وهل تريدون امتحانات تقيس ما سينسون ؟

أم طلبة يمتلكون أدوات حل المشكلات والبحث عن حلول !!

قالوا : هل من يسمعك !!

وقالوا : انفخ في قربة مقطوعة !!

ولكني لن أقول كما قال الرنتيسي : غطيني يا صفية !! مفيش فايدة !!

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012