أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سلامة العكور يكتب: نعم اتفاق أوسلو "فخ".. وإيلي كوهين يتوهم.. ولن يكون الاردن "الوطن البديل"

بقلم : سلامة العكور
21-11-2021 06:19 AM

على ذمة المناضل الفلسطينيي البارز مصطفى البرغوثي أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد أكد له ' أن اتفاق أوسلو عبارة عن فخ ' .. وجاءت التجربة الميدانية والسياسية والأمنية والاقتصادية على امتداد الزمن بعد توقيع اتفاق أوسلو لتؤكد ان اتفاق اوسلو عبارة عن فخ أعد للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية ..

فمنذ توقيع هذا الاتفاق المشؤوم والحكومات الاسرائيلية المتعاقية تصادر الاراضي الفلسطينية المحتلة وتزرعها بالآف المستوطنات حتى باتت تغطي معظم أراضي الضفة الغربية وأراضي القدس بالوحدات الاستيطانية التي يسكنها أكثر من مليوني صهيوني جاؤوا من مختلف أنحاء المعمورة ..

ومنذ توقيع أتفاق أوسلو والشعب الفلسطيني المناضل يتعرض لأبشع حملات القتل والاعتقال والأسر والتشريد والتجويع على أيدي سلطات الأحتلال الاسرائيلي وجيشها المتوحش حتى سقط مئات الالوف من الشهداء والجرحى الذي روت دماؤهم الطاهرة أرض فلسطين المحتلة من النهر الى البحر .. وعلى الرغم من أن الشعب الفلسطيني قد رفض أتفاق أوسلو وما زال يرفضه ويقاومه ويقدم الشهداء في مواجهته لوحشية الجيش الأسرائيلي وأجهزته الأمنية , الا ان هناك اصرارا عنيدا على تمسك السلطة الفلسطينية بهذا الاتفاق.. وفي العقد الاخير من عمر الاحتلال الوحشي وعمر النضال الفلسطيني الشجاع في مواجهته الباسلة برهن الشعب الفلسطيني عمليا وميدانيا على قدرته على الصمود والمقاومة بمختلف اشكالها والاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات .. والاستعداد لمواصلة المواجهات في القدس وفي الضفة الغربية وفي مناطق ال '48' وفي مناطق الشتات ..وقد طالب الشعب الفلسطيني وجميع فصائل مقاومته منذ عقود وما زال يطالب بالغاء اتفاق اوسلو 'الفخ'.. وأعداد برنامج كفاحي للمقاومة الوطنية بمختلف اشكالها بما في ذلك المقاومة المسلحة .. لا سيما وقد ثبت عمليا وموضوعيا أن استمرار تمسك السلطة الفلسطينية بهذا الاتفاق لا يخدم سوى اسرائيل وبرنامجها في السيطرة على فلسطين كاملة من النهر الى البحر .. وقد ثبت ان التنسيق الأمني والأقتصادي مع اسرائيل قد ألحق ضررا فادحا في مصالح الشعب الفلسطيني ونال من امنه ومن أمن مناضليه الذين يقاومون الاحتلال في مواجهات ميدانية باسلة ..

الأنكى أن السلطة الفلسطينية لا تزال مستعدة ومتهيئة لمواصلة المفاوضات العبثية التي لا جدوى منها اطلاقا وتحت اشراف اللجنة الرباعية التي لا تستطيع ممارسة اي نوع من أنواع الضغوط على اسرائيل .. وأن تجعلها توقف عمليات الاستيطان مثلا .. وأن ترغمها على الكف عن الاستمرار في تنفيذ جرائمها الوحشية ضد ابناء فلسطين ..

والأنكى ايضا ان جميع القرارات التي اتخذتها فصائل المقاومة مجتمعة في اجتماعات عدة والتي تؤكد على ضرورة الغاء اتفاق اوسلو ووقف التنسيق الامني والاقتصادي مع اسرائيل .. والعودة الى منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني, واجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني يشارك فيها جميع القوى السياسية والاجتماعية وجميع مكونات الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة وفي مناطق الشتات ..

نقول أن جميع هذه القرارت لم تنفذ ولم تر النور حتى اليوم ..

ولا يمكن انكار ان هذا الانقسام الفلسطيني الذي يجسده الخلاف الخطير بين تيار اوسلو وبين تيار المقاومة ومحورها قد شجع دولا عربية على الهرولة نحو اسرائيل وتطبيع العلاقات معها ..

وبذريعة التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ..والأمر الخطير الذي يجب ان يستوقفنا في الاردن وفي فلسطين في ان واحد , هو ما جاء على لسان وزير الاستخبارات الاسرائيلي السابق وعضو الكنيست ايلي كوهين حيث قال ' الاردن هو الدولة الفلسطينية ..ودليل ذلك ان الغالبية في الاردن من الفلسطينين ,وان الدولة اليهودية من النهر الى البحر لشعب اسرائيل ' ..وكان رئيس وزراء اسرائيل السابق نتنياهو قد كرر غير مرة ان الدولة اليهودية من النهر الى البحر لشعب اسرائيل ..وثمة قادة اسرائيليين عدة يؤكدون على ذلك..

لكن الشعب الاردني الابي والشجاع يقول 'فشرتم'، فالدولة الفلسطينية ستقوم على أرض فلسطين فقط.. والاردن للشعب الأردني فقط.. حتى ولو روج نفر في الاردن لهوية جديدة غير الهوية الاردنية .. 'أطلقوا عليها الهوية الجامعة '..

وكأنهم ينتظرون هجرات فلسطينية جديدة نحو الاردن تنفيذا لصفقة القرن ولكن الشعب الأردني يقول لهؤلاء ايضا ' انكم مخطئون ' , وربما متواطئون , فللشعب الاردني هوية واحدة ..هي الهوية الاردنية الاصيلة , التي تجاوز بها الشعب الازمات والمحن والاخطار الجسيمة ..كما أن الشعب الفلسطيني لن تزحزحه قوات الإحتلال الإسرائيلي قيد أنملة عن ترابه الوطني ولن تستطيع تهجيره ..فهو راسخ على أرض وطنه ومقيم ما أقام عسيب..

وأن على قادة اسرائيل اليوم ان يمعنوا النظر في مصير دولتهم الراحلة بدلا من العنتريات الزائفة .. فمحور المقاومة يعد لهم ما يعيد فلسطين الى اهلها من النهر الى البحر ..



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012