أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


التل يكتب: التدافع نحو إسرائيل!!

بقلم : محمد حسن التل
25-11-2021 06:00 AM

هذا التدافع العربي نحو إسرائيل لا يمكن أن يكون طارئا ، ولكنه أزاح الستارة ليكشف ما خلفها من تفاصيل العلاقة بين إسرائيل ودول عربية كثيرة كانت ترتب خرائطها في العتمة. معظم هذه الدول لم تكن مضطرة لإقامة مثل هذه العلاقة، لكنها سبقت الجميع على هذا الطريق الذي بات مزدحما وكأن به ترياق الحياة ، وهذا الجدار الذي أقامه العرب بينهم وبين إسرائيل انهار فجأة أمام أمواج الطوفان الذي كان قادة إسرائيل 'يبشرون' به منذ بدايات الصراع بين الطرفين، والراسخ في هذا الواقع الجديد أنه كلما تعمق وزاد التقارب بين النظام الرسمي العربي وإسرائيل زادت كراهية الشعوب العربية لهذا الكيان، وارتفع جدار الرفض لها في الشارع العربي، وهذا في الحقيقة لن يتغير لأن زعماء اليهود الصهاينة أرباب مشروع إسرائيل راهنوا عليه طويلا، ولم يفلحوا في مسعاهم ، فتوجهوا نحو أنظمة التي نجحوا معها ، ولكنهم ظلوا على فهمهم الأصيل أن السلام الحقيقي لا يكون إلا مع الشعوب، لأن السلام بين الدول عادة ما يكون غير مضمون، ويظل هشا، ومن الممكن أن ينهار أمام أي صدمة ، فما بالك بالسلام بين أعداء جرى بينهم الدم .

إسرائيل الآن تعيش في قمة نشوتها بالمنطقة لما تحققه من انتصارات على المستوى الرسمي العربي، واختراقات كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي، ولكن يظل قادتها يعلمون تماما أن قاعدة هذا الانتصار الذي حققته بدون سلاح وجهد، سيظل كما ذكرنا انتصارا يصل إلى حد الوهم ما لم تحقق اختراقا باتجاه الشعوب، وهذا لن يحدث أبدا، لما نراه من رفض عميق لما يجري لدى الشارع العربي الذي كلما اقترب النظام العربي الرسمي ازداد هذا الشارع بعدا ونفورا، لأنه يدرك أن إسرائيل لا تريد سلاما، بل تريد انتصارا فقط، ودون تكلفة، وأن الصراع معها صراع على الوجود لا على الحدود، فاليهود تاريخيا لا يعترفون بغيرهم حسب عقيدة 'الأغيار' لديهم، العقيدة التي تدعو لقتل كل ما هو غير يهودي، فما بالك بالعرب والمسلمين!

كل هذه المساحيق التي يضعها قادة إسرائيل على وجوههم لن تخفي ملامح الكره والعنصرية إزاءنا نحن، وهذا الذي يجري في فلسطين من قتل وتدمير وسرقة للأرض أصدق شاهد على ذلك، وهذه دعوتهم بأن تكون إسرائيل دولة خالصة لليهود دون غيرهم، أليست قمة العنصرية وعدم الاعتراف بالآخر؟
على كل حال، هذا السياق التاريخي للصراع سيأخذ مداه، إلى أن يظن القوم أنهم أنهوا ما عليهم، وأن هذا الصراع قد انتهى، ولكن التاريخ والأجيال والأمة سيقولون كلمتهم، وسيكون أصحاب القرار في مصير هذا الصراع ولن تغيب كارثة فلسطين والقدس ما دام في هذه الأمة عرق ينبض برجل أو امرأة أو طفل. هذا ليس قول انفعالي تحكمه العاطفة، بل هو جوهر التاريخ ووعد الله.. اليهود يعلمون ذلك جيدا ، فيا ليت قومي يعلمون!!




التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012