أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


السذاجة السياسية

بقلم : ابراهيم البطوش
28-04-2012 10:41 AM



هناك فئة من الناس تطغى على افكارهم حسن النية ، فيتبنون الرواية الرسمية والتي ملخصها أن النظام يسعي جادا لانجاز مرتكزات الاصلاح في كافة المجالات التشريعية والاقتصادية وان السيد عون الخصاونة ــ غفر الله له ــ كان حجر عثرة في سبيل ذلك ، كما أن نشطاء الحراك هم عقبة أخرى بما يثيرونه من فوضى وفتنة واشغال لاجهزة الدولة مع أن اعدادهم كما تقول اجهزة اعلام الدولة اقل من صف مدرسي ، فلماذا تنشغل بهم وهم بهذا العدد القليل ؟! والمطلوب من الجميع اتركوا النظام وشانه وناموا مل جفونكم عن شواردها ، فالنظام سيُخرج لكم احسن الانظمة والقوانين والاصلاحات ويوفر لكم كل مستلزماتكم من هنا وهناك ، وسختار لكم أفضل الرجال لادارة شؤونكم . فلماذا تتعبون بالكم ونعطلون ورشة البناء في كل جمعة ، والنظام يواصل الليل بالنهار لخدمتكم وبناء دولة نموذج لكم في الشرق الاوسط بل ربما في العالم كما سمعنا ذلك مرارا وتكرارا منذ اكثر عشر سنوات .
نود أن نقول أن مثل هذا التفكير الطوباوي ، غير موجود إلا في احلام اليقظة وفي كتب طلاب المدارس الابتدائية ، فالسلطة بطبيعتها صراع منذ كانت ، ورجال النظام لن يغيروا نهجهم ولا افكارهم هكذا بدون اسباب موضوعية أو لانهم اكتشفوا الحقيقة متاخرا ، فالافكار المثالية في الدولة موجودة منذ افلاطون ، والنظام السياسي الامثل الذي يتم وعدنا به معروف منذ زمن بعيد . فلماذا لم يقم النظام خلال العقد الماضي كله بصياغة المنظومة المثالية التشريعية للاصلاح كما يقول الان ، ولماذا سمح بالدوائر الوهمية وتزوير الانتخابات ، وكانت السلطة التنفيذية تحل المجلس ثم تضع على كيفها قانون الانتخاب بما يضمن وجبة جديدة من المخاتير ، حتما سيتم انجاز مجموعة من القوانين ولكنها لن تختلف عما سبقها في الجوهر هذه هي رؤية النظام الاصلاحية ، ومثال ذلك أن هيئة مكافحة الفساد موجودة منذ عدة سنوات ، فلماذا لم تتحرك ؟! وماذا انجزت حتى الان من مهماتها .
ما اهدف إليه أن نظامنا واي نظام أخر مشابه له ) نظام الاقلية الحاكمة) لن يقوم باي اصلاح حقيقي من تلقاء نفسه وسيظل يوردك الماء وتعود عطشان ، هذه هي طبيعة النظام الموضوعية وليس الشخصية فتطور المجتمعات والنظم السياسية لم ياتي تاريخيا من خلال النوايا الحسنة ، بل هو صراع حاد وجاد ، ولكنه ليس بالضرورة أن يكون من خلال العنف وإنما ممكن أيضا أن يتم من خلال العمل السلمي الجاد والمنظم .
فالمسيرات والندوات وكل اشكال الحوار والنقد الموضوعي العقلاني لبنية النظام وخططه وبرامجه ومشاريعه يجب أن تستمر دون أن يتم تانيب ضمير المجتمع ، فما يقوم به النشطاء جزء من الواجب الوطني ، وذلك حتى لا ندور ونعود إلى نفس النقطة .
يجب أن يتغير جوهر النظام السياسي ، وتصفية اللوبيات ، لتعود السلطة للشعب ، وحتى مع تسليمنا بالمنهج التدريجي فيجب أن نشعر كشعب أن نرتقى السلم ولو درجة درجه . وما يشعر به الناس وهم الحكم الحقيقي أننا تراجعنا في العشر سنوات الاخيرة في معظم المجالات ، هذا ما يقوله عامه الناس ولا احد يستطيع تغير افكارهم إلا الواقع على الارض .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-04-2012 07:17 AM

thanks, nice article

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012