أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


على دربك نسير مهما كلف الثمن

بقلم : مجيد عصفور
28-11-2021 04:10 PM
من جيل الى جيل، يسكن وصفي في ضمير الاردنيين وعقولهم من عاصروه ومن جاؤوا ما بعد رحيله، من جيل الى جيل يظل وصفي ايقونة اردنية، اسمه ورسمه يتصدران البيوت والدواوين، هو كالقمح طاهر وكالسيف حازم بتار، مخلص لتراب الوطن لا لثمنه، فهو عنده اغلى من كل الاثمان وامانة من الخلف يحافظ عليها ويورثها للسلف.

في سنوات القحط نتضرع بالأكف الى الباري وليس لغيره، طلبا للماء كي يحيا الزرع ويمتلئ الضرع، وفي سنوات القلق على المصير، ترنو الابصار الى الرجال كي يتدبروا امر البلاد والعِباد.

في الاردن كان لدينا ذخيرة من هؤلاء يحمون الديرة والرعية وصفي كان من هؤلاء وفي طليعة الطليعة من الشرفاء الذين لم يتبدلوا، بل ظلوا على عهد الاردنيين بهم، همهم الوطن ولا شيء غيره، لم يملؤوا جيوبهم بالمال، بل ملأوا الاردن بالانجازات التي يفرط بها الانتهازيون والسماسرة الذين يرون الوطن سلعة يبيعونها بأي ثمن.

وصفي الشهيد الخالد الذي يحضر كل يوم لا كل سنة اعطانا عمره، وهل اثمن من العمر عند الانسان؟ نعم امثال وصفي فقط اعمارهم ترخص فداء للوطن وأهله.

هل نستذكر وصفي في ذكرى استشهاده ام نستدعيه ونستدعي نهجه ودروسه كي نخرج من البلوى التي نحن بها؟ وهل بكاؤنا على وصفي تعبير عن وفائنا ام عن عجزنا وقصورنا، بعد ان فرطنا بكل ما تركه لنا من ارث يقوينا ويحمينا؟.

ويبقى السؤال يقض مضاجعنا مهما تهربنا الى متى سنظل نرى وطننا يُهرَّبُ أمام اعيننا قطعة قطعة بعد ان هَرَبنا منه واحداً تلو الآخر؟.
إن التمسك بالنهج الذي قضى وصفي دفاعا عنه هو الطريق الذي يوصلنا الى الامان والعزة، وهو موجود والادوات موجودة، لكن المفقود هو العزيمة التي لا بد من استعادتها للمحافظة على كرامتنا وعزتنا، وليظل الوطن لنا، نعيش فيه مرفوعي الرأس لا سكان نُقَادُ نحو المجهول ونقبل الهوان.

وصفي لا يقبل منا النواح والشكوى والعجز.. يريدنا اقوياء كما كان نحفظ الثرى الذي من اجله رحل، وصفي ينتظر منا ترجمة الوفاء الى عمل، افتخارنا بوصفي لا يعفينا من القيام بواجباتنا تجاه الاردن ولا يطهر نفوسنا ان لم نقرن القول بالفعل النافع.

نحن بحاجة لان يفتخر بنا وصفي وكي نستحق هذا الفخر، الطريق واضح والسراج ما زال مضيئا والزيت موجود، فهل نظل على كسلنا وتخاذلنا حتى ينفذ زيت الوطن وينطفئ سراجه؟.

اليوم نتلوا الفاتحة على روحك ايها البطل الخالد فينا، واليوم نجدد لك العهد والوعد بان نظل كما اردت حراس للوطن نحميه من المؤامرة التي تدبر ضده وضد ابنائه.

عاش الاردن.. عاش الاردنيون الشرفاء وليخسأ الفاسدون بائعوا التراب، المفضوحون فوق الارض وتحتها، ولا نامت أعين الجبناء والخونة.



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012