أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


التربية والتعليم عن بعد .. !!

بقلم : محمد حسن التل
13-12-2021 06:11 AM

في بداية أزمة كورونا اعتبرت وزارة التربية التعليم عن بعد إنجازا كبيرا، وكانت تتفاخر بالتجربة، وترفض أي نقاش في الموضوع، كما اعتبرته ركيزة مهمة في تطوير التعليم في الأردن. اليوم، ينقلب الأمر ويصبح التعليم عن بعد تجربة فاشلة في نظر الوزارة نفسها، وتعاند في الإصرار على إبقاء التعليم وجاهيا رغم الوضع الوبائي الصعب الذي يمر في البلاد. كيف انقلب الموقف حيث لا يستطيع أحد أن يفهم ما جرى في تفكير الوزارة بهذا الاتجاه.

إن ما حدث في وزارة التربية من تبديل للموقف يشير بوضوح إلى ظاهرة نعاني منها منذ سنوات طويلة، وهي أن تغيير الأشخاص في المناصب عندنا يتبعه فورا تغيير السياسات، وهذه علتنا الأزلية في عدم وجود سياسات ثابتة اتجاه كل الملفات، وهي السبب الكبير في التخبط بأداء الوزارات والمؤسسات، خصوصا أن متوسط عمر الوزير في وزارته هو ستة أشهر فقط في معظم الأحيان.

التربية اليوم مصرة على التعليم الوجاهي، رغم كل الظروف الوبائية الصعبة، وارتفاع عدد الإصابات في المدارس بين الطلاب والهيئات التدريسية والإدارية. السؤال الذي يطرح هنا لماذا عندما كانت الإصابات لا تتعدى الألف إصابة أغلقنا المدارس خصوصا مع عدم وجود أي متحور بعد؟ واليوم، الإصابات تظهر بأعداد كبيرة مع وجود أكثر من متحور، ومازال الإصرار على التعليم الوجاهي حاضرا.

ما سر هذا التناقض في المواقف ولماذا أصبح التعليم عن بعد تجربة فاشلة بعد أن كانت 'مدعاة للفخر'؟ طبعا هنا أنا لا أؤيد التعليم عن بعد على حساب التعليم الوجاهي ولكنني أناقش تناقض السياسات، حيث أن هذه السياسات أصبحت نتاج أمزجة وآراء متناقضة بين مسؤولين سابقين ومسؤولين حاليين، إذ يأتي الوزير الجديد وكأن مهمته الأولى نسف ما قام به الوزير السابق، وهذه معاناة طويلة يدفع ثمنها الناس.

متى ستصبح الحكومات لدينا مؤسسية؟ القادم يبنى على من سبق، ويصحح الخطأ إن وجد، ثم يستمر بالنهج نفسه حتى يكون لدينا عملية تراكم في البناء. وبالعودة إلى موضوع وباء كورونا وعلاقته بالتربية، فيجب على الوزارة أن تكون حاسمة في موضوع التعامل مع الظرف القائم إذا أصرت على التعليم الوجاهي، بحيث تجعل التلقيح إلزاميا للطلبة. أما أولئك الذين يرفضون التلقيح، فعليهم الالتزام بالبيوت ولا يخيرون بين التعليم الوجاهي أو عن بعد، حتى يشعر الناس بالمسؤولية والجدية في التعامل مع هذا الوضع الخطير، وهذا إجراء قامت به دول عديدة.

يجب إيقاف ممارسة السياسة الناعمة في هذا الملف الخطير الذي يهدد حياة الناس، فإذا أغلقنا جبهة المؤسسات التعليمية في وجه الوباء، نكون قد أنجزنا إنجازا كبيرا في محاربته. المهم الجدية والحزم في التعامل مع كيفية محاربته بعيدا عن الآراء المتضاربة والصراعات التي لا داعي لها في هذا الطرف الصعب.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012