أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


انفلات قطار التطبيع ..!!

بقلم : رشيد حسن
23-12-2021 05:55 AM

الحدث الثالث الذي شهده عام 2021، والذي يوشك ان يلفظ انفاسه غير مأسوف عليه ، هو انفلات قطار التطبيع الرسمي ، وبشكل مفاجىء .. فاق أسوأ التوقعات ، وأكثرها تشاؤما..!!

خطورة التطبيع أنه يجيء في الوقت الذي يرفض فيه العدو الصهيوني الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ..وخاصة حقه في تقرير المصير ، واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني ، وفقا لقرارات الشرعية الدولية..

كما ويجيء أيضا ، في الوقت الذي اعلنت فيه الادارة الاميركية انحيازها بالمطلق للعدو الصهيوني ،من خلال «صفقة القرن»، التي اهدى فيها القرصان « ترامب» القدس العربية الى الكيان الصهيوني، وكأنها شقة في برجه بنيويورك يتصرف بها كما يشاء ..

وكان من المفروض ان تقف الدول العربية موقفا واحدا ،رافضا للمؤامرة التي تتماهى مع المشروع الصهيوني، وتتبنى الرواية الصهيونية ، التي تعتبر فلسطين التاريخية من البحر الى النهر « ارض اسرائيل».. وهو ما جسده قولا وعملا سفير واشنطن في القدس حينها، عندما صرح اكثر من مرة بان الاستيطان عمل شرعي ،لان اسرائيل- حسب زعمه- تقوم بالبناء في ارضها « يهودا والسامرة»..!!

قطار التطبيع لن يتوقف بعد انهيار جدار الرفض العربي ، وقد تجاوز هذا العبث اقامة علاقات دبلوماسية مع العدو ، الى عقد اتفاقيات امنية ، ما ينسف نظرية الامن القومي العربي .

وفي هذا الصدد لا بأس من التذكير بان هذا التطبيع يشكل أيضا نسفا لمشروع السلام العربي ، الذي اقرته قمة بيروت 2002، اذ أكد هذا المشروع واشترط عدم الاعتراف بالعدو ،الا بعد الانسحاب من كافة الاراضي العربية المحتلة ، وفي مقدمتها القدس العربية ، وعودة اللاجئين الفلسطينين الى وطنهم بموجب القرار 194. واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني..

وهذا يجعلنا نتساءل..؟

لماذا لم تتخذ الجامعة العربية موقفا موحدا ضد من تجاوز على قرارتها، ولم يلتزم بشروط مشروع السلام العربي؟؟!!

التطبيع غير مبرر ، فالعدو لا يزال يحتل كل فلسطين والجولان ومزارع شبعا ، ويدنس الاقصى والقيامة ، ويرفض الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية بعودة اللاجئين ، و اقامة الدولة الفلسطينية .

ومن هنا يعتبر التطبيع علاوة على انه خروج على الاجماع العربي ، مكافأة للعدو الذي يرفض الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ويعتبره مجرد اقلية تقيم على ارض اسرائيل ، كما نصت قانون «القومية» الصهيوني..ولم تقنع اتفاقيات التطبيع مع العدو بضرورة احترام الشرعية الدولية، والانسحاب من الارض المحتلة ، ووقف التطهير العرقي، الذي يمارسه العدو من مائة عام ويزيد، صباح مساء على الشعب الفلسطيني .

اليس كل هذا مدعاة الى التفكير ، والعودة الى مشروع السلام العربي، وتمزيق اوراق التطبيع ..

فاسرائيل كانت ولا تزال هي عدو الامة الاول الذي يحتل ارضها.. ويدنس مقدساتها.. ويشرد شعبها الفلسطيني..

ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم..

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012