أضف إلى المفضلة
الإثنين , 07 نيسان/أبريل 2025
شريط الاخبار
استقبال "غير عادي" .. ترامب يعدل الكرسي لنتنياهو الملك والرئيسان المصري والفرنسي يجرون اتصالا مع ترامب لوقف النار في غزة الفراية: إجراءات لتطوير مناولة الأمتعة في جسر الملك حسين الحنيطي يؤكد الاستمرار بتزويد الواجهات الحدودية بالأجهزة والمعدات اللازمة بيان أردني مصري فرنسي مشترك في ختام القمة الثلاثية في القاهرة التربية: عقد الامتحانات الوزارية لطلبة الصف الحادي عشر لهذا العام ورقيا الملك يعود إلى أرض الوطن البيت الأبيض ينفي تعليق فرض الرسوم الجمركية 90 يوما تسعيرة ثالثة .. الذهب ينخفض 80 قرشا محليا الغذاء والدواء تحدث قائمة الأدوية المحظور حملها للسعودية - اسماء الرسوم الجمركية الأميركية تهوي بالبورصات العربية والعالمية "الأوقاف" تحدد مدة الانتظار لصلاة الفجر بـ 30 دقيقة الملك والرئيسان المصري والفرنسي يعقدون قمة بالقاهرة لبحث الأوضاع الخطيرة في غزة الملك يصل إلى القاهرة للمشاركة في قمة ثلاثية مع الرئيسين المصري والفرنسي الأمن العام: السرعة وتغيير المسرب أبرز مسببات الحوادث
بحث
الإثنين , 07 نيسان/أبريل 2025


تحويل الاغبياء الى مشاهير !!!

بقلم : هاشم نايل المجالي
30-12-2021 06:32 AM

في كثير من دول العالم بعد ان تم استثمار واستغلال تطبيقات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لترويج شخصيات سياسية وفنانين ورجال اعمال وغيرهم، لوضعهم في المقدمة على انهم الافضل والاشهر، مع مواكبة كثير من الشائعات عنهم ومعلومات مغلوطة عن مستوى فهمهم وقدراتهم العملية، حيث تم دفع كثير من التافهين الى المقدمة والواجهة المحلية والعالمية.
وهذا يعتبر جريمة بحق القيم الانسانية وبحق كل ما يصدق تلك الاشاعات والاكاذيب، وهو تعدٍ على قيمنا الاخلاقية والفكرية عندما نجعل من فنانة مبتذلة او شخصية ليس لها ثقل او وزن فكري ليبدوا انهم قياديون ناجحون، حيث انتشر مؤخراً في العديد من الدول شعار (توقفوا عن تحويل الاغبياء الى مشاهير).
ان هذا الاحساس والمشاعر لدى المواطنين في كثير من دول العالم يثير رفضاً لتلك الاساليب، التي من ورائها مغازي واهداف لوضع تلك الشخصيات في المقدمة والواجهة، خاصة عندما تتبوأ مناصب متقدمة، ويقول الكاتب النمساوي كارل كراوس (هوت شمس الثقافة ارضاً حتى اصبح الاقزام انفسهم يظهرون بمظهر العمالقة).
لقد ساعدت وسائل الاعلام الحديثة وغالبيتها مدفوعة الاجر، بتسويق كثير من الشخصيات المختلفة والبروز في المقدمة وبعمليات تكرار للظهور مدروسة ومقابلات معدة لها مسبقاً مبرمجة وممنهجة من اجل غسيل دفاغ المشاهد من عموم ابناء المجتمعات، على انه المصلح والقدرة والممنقذ للازمات بانواعها لينقلوه من القاع الى القمة، من تدمير ممنهج للشخصيات ذات الفكر الناضج والقدوة الحسنة، وصور للجميع ان هؤلاء القدوة هم من يسرقون فرص الاخرين .
ان الشخص التافه والجاهل عندما يتم تصنيع شخصية قيادية منه، فيعني ذلك انعدام القيمة الحقيقية وغياب الابداع وسيادة اللاقانون، وهي خير وسيلة لتدمير وطن بأكمله بسلوكياته العملية والفكرية اينما كان موقعه العملي لتصبح الدولة عبثية .
ان صناعة شخصيات بهذا المستوى من التفاهة، اصبحت سياسة في كثير من الدول كنظام بديل لتدير ذلك البلد باسلوب العمل بغباء وجهل مصحوبة بالكذب الاعلامي والاعلاني والتضليل، بهدف تغيير المفاهيم لينتهي الابداع العملي، حيث سادت العولمة التي قضت على المهن البشرية التي تتطلب موهبة وحرفية ومهارة، واصبح هناك عقود للعمالة المؤقتة حيث لا ضمان ولا حقوق نقابية ولا تأمين .
والكل يبحث عن مصالحه الشخصية ومكتسباته المالية، ليتم اشاعة روح الانانية وقتل روح الجماعة والعمل المشترك ومحاربة الناجح والكفئ الحقيقي، وإلهاء المجتمعات بفعاليات تافهة غير منتجة، تهدف الى تسطيح الثقافة وتمزيق القيم المجتمعية والاخلاقية، وتشجيع الانحراف والانحلال .
ولقد جعلت بدعة التفاهة من الرجال الاغبياء الى رجال اعمال مشهورين متنفذين، ورجال صناعة ورجال سياسة واقتصاد وقدوة واصحاب رأي ومشورة، صناعة التفاهة تعني جعل الجهلة في بلد مليء بالكفاءات، ان يكونوا مستشارين لاعلى المناصب واصحاب قرار ونفوذ غايتهم التدمير لا البناء .
ان الخلل الحقيقي لا يكمن في صناعة التفاهة بالاساليب المتعددة، بل يكمن في الجمهور الغير واعي والذي تم تجهيله باساليب متعددة في واقع محبط، وهي سياسة الاعداء في إلهاء الشعوب وتدمير الاوطان، ليخرج علينا جيل من الزعامات السياسية يسوقون النفايات الفكرية، ويخلقون ازمات بدل حلول الازمات فالى متى سيستمر ذلك .
والرسول صلى الله عليه وسلم جعل تحدث التافه في الشأن العام من علامات الساعة ووصفهم ( بالرويبضة )، لان التافه في تلك الحالة يضع معايير المجتمع ويصنع نخبة سانده ليكون الخراب هو المحتوم، لانهم سيسببون اختلالات في نظم الجودة والاداء وتهميش منظومة القيم، والعالم يفنى بسبب قنبلة نووية ن بل بسبب الابتذال والتفاهة التي تغير الواقع الى اسوأ حال .الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : عرض لوحة المفاتيح
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012