أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


على المكشوف .. رفع أسعار الكهرباء

بقلم : فارس الحباشنة
09-01-2022 06:42 AM

موجة جديدة لرفع اسعار الكهرباء ، والكلام يتزامن مع زيارة لوفد من صندوق النقد الدولي للاردن .
وكما يبدو فان الحكومة تنحاز الى سياسة رفع الدعم عن الخدمات : الكهرباء والماء والنقل ، والغاز ، وفضلا عن كلام جديد بزغ في الاسابيع عن التعليم والصحة ، واشارات لا تخفى عن تحريرهما ورفع الدعم عنهما ، وخصخصتهما ، وان لكل» خدمة ثمن « ، وتحرير فاتورة الكهرباء ، والتوسع في رفع الدعم عن شرائح اجتماعية متوسطة ومسحوقة .
ما كان مخفيا اصبح اليوم صريحا ومكشوفا ، ومطروحا امام الراي العام والاعلام . وسبق ان كررت بعثة صندوق النقد الدولي في جولات زياراتها للاردن لمتابعة الاصلاح الاقتصادي التطرق الى تحرير الاسعار ورفع الدعم عن الخدمات الاساسية ، وعلى راسها الكهرباء والمياه والتعليم .
و في ظرفية كورونا وتوابعها ، فان اي قرار في تحرير فاتورة الكهرباء وغيرها سيكون مولما اجتماعيا . والنزوع نحو منطق الجباية ليس حلا للازمة الاقتصادية ، ولا هو السبيل الانجع في معالجة الاختلالات والعيوب والتشوهات المالية بالموازنة .
جيوب الاردنيين مثقوبة وخاوية ولا يمكن ان يتحملوا مزيدا من رفع الاسعار وتحرير الخدمات . كنت اظن سماع كلمة ولو يتيمة من الفريق الاقتصادي في الحكومة والنواب الكرام عن الضريبة التصاعدية ، والضريبة على الثروات والبنوك .
في مراجعات اقتصادية سابقة لصندوق النقد الدولي اذكر انهم تركوا هامشا لصناع القرار الاقتصادي الاردني بعدم اللجوء الى خيارات رفع وتحرير اسعار الخدمات ، والتفكير في بدائل اخف قسوة ووطاة على الطبقة الوسطى والفي?ات الاشد فقرا . ولكن ما هو غريب ان السياسة الاقتصادية يضيق افقها وتحصر خياراتها في رفع الاسعار دون مراعاة لعدالة ضريبية وتوزيع عادل لفاتورة الطاقة والخدمات .
و في مشارف ازمة كورونا والاوضاع الاجتماعية العامة فان اخطر ما يحمله اي قرار اقتصادي ادخال البلاد في حالة اختناق . ومن الضروري قبل المضي نحو هكذا خيارات اجراء مراجعة للسياسات التي ادت الى وصول الاقتصاد الاردني لهذا الحال.
و لا اظن ان قرار تحرير فاتورة الكهرباء سيكون سهلا ، وهو خاتمة الكلام . الجملة الاساسية ، وهي السوال عن الازمة الاقتصادية ، وما الذي ادى الى تفاقمها بمعدلات متسارعة ، ولماذا لا نملك رؤية وتصورات وافكارا للاصلاح وتفيكك الازمات القديمة والمستجدة ، ووضع اولويات وجدول اعمال اصلاحي دون اجهاد المواطنين بمزيد من القرارات الاقتصادية المو?لمة اجتماعيا ؟
وكما يبدو ان ملفات استراتيجية كثيرة مهيئة لمزيد من القرارات الاقتصادية القاسية ، وفي اولها الكهرباء ، وثانيها ، ملف المياه ، وما هو مرجح من قرارات برفع اسعار المياه وتحريرها ، واتفاقية النوايا مع اسرائيل في تبادل المياه مقابل الكهرباء ، وخشية ايام صعبة قادمة على الاردن ، دون ان تقدم الحكومة مكاشفة للرا?ي العام في حقيقة ما يجري في ازمة المياه والمشروعات البديلة .
ما يحتاجه الاردن اليوم ، واولا وقبل اي شيء اخر ، احترام عقول الناس ، فالدعاية التبريرية وتسويق سياسات دون حقايق وحجج مقنعة ومنطقية ،و سيكون لها مفاعيل عكسية .
تعقيم القرارات الاقتصادية ، ومهما تم من تبييضها وادخالها في غرف التغليف والتطهير الاعلامي ، لن تهيئ الرا?ي العام للايام الصعبة المقبلة ،و هل هناك ما هو اصعب مما قد ذاق الاردنيون مرارته؟.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012