أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأسرة مصدر الأمن

بقلم : د. نسيم خضير
17-01-2022 11:53 AM
لايختلف إثنان على أن الأسرة المكوَّنة من الأبوين أنها أقدم مؤسَّسة اجتماعية للتربية عرفها الإنسان عبر التاريخ البشري ، ولا زالَت الأسرةُ هي مصدر التربية والمعرفة بالنسبة لأبنائها ، وقد أدَّى تطور الحياة البشرية ، واستقرار الإنسان ، وبِناء المجتمعات المدنية والقروية ، وزيادة الخبرات البشرية ، وتعدُّد أنواع المعرفة البشرية - إلى أن تشارِك مؤسساتٌ أخرى الأسرةَ في واجب الرعاية والإهتمام ، والتربية، والتوجيه - وتخلَّت الأسرةُ عن بعض ما كانت تقوم به ، ورغم ذلك تظلُّ المؤسسة الأولى في حياة المجتمع الحديث في التربية.
فإذا صلَحَت الأسرة صلح الفرد ، وإذا صلح الفرد صلحت الأُسرة ، وصلح المجتمع . فالأسرة هي التي يتشرَّب منها الفردُ العقيدةَ والأخلاق ، والأفكار ، والعادات والتقاليد .
وقد أوجب التشريعُ الإسلامي أن تسود الأسرةَ التربيةُ الدينية الصحيحة ، التي تغرِس في النفوس العقائدَ السليمة الراسخة ، وتربيها في جوٍّ من الإيمان الصحيح.
ومن أهداف تكوين الأسرة في الإسلام:
تحقيق شرع الله في كلِّ شؤونها ، وفي العلاقة الزوجية ، وهذا معناه إقامة البيت المسلم الذي يَبني حياتَه على تحقيق عبادة الله ، وهذا يحقِّق الهدفَ الأسمى للتربية الإسلامية.
فالطفلُ ينشأ ويترعرع في بيتٍ أُقيم على تقوى من الله ، ورغبة في إقامَة حدود الله ، وتحكيم شريعته ، فيتعلم من غير جهد او عناء من خاال القدوة ، إذ يمتصُّ عادات أبويه بالقدوة ، ويقتنع بعقيدتهما الإسلامية حين يصبح واعيًا من خلال مايراه من ممارسة للعبادات وأثرها وتطبيقاتها التي تتمثل بأحكام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
وبهذا يتحقق السكون النفسي والطمأنينة
قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189].
وهذا دليلٌ واضحٌ على أن البيت المسلم يجب عليه أن يربِّي أبناءَه تربيةً تحقِّق هدفَ الإسلام بأن يعيش الأبناء في جوٍ أسري تملؤه المحبة والطمأنية والسكينة ، ليصبح الأبناء ثمرات طيبة تمد المجتمع والإنسانية بأسباب الأمن والإستقرار والعمل الصالح المنتج .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012