أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الجيش حين يسمي ما بعد الحد بالمنطقة الحرام.. على الرسالة أن تصل

بقلم : ضياء الطلافحة
24-01-2022 07:30 PM

في ظلّ التحديات الجديدة، والتطورات على الحدود الأردنيّة الشماليّة الشرقيّة، أصبح واجباً أن يعلم كل أردني أن قوات حرس الحدود عبر كافة حدودنا تخوض يوميا أشبه ما يمكن وصفه بالمعركة وذلك مع زمرة من خارجين عن القانون يسعون لتهريب المخدرات والأسلحة إلى أراضينا.

“وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه” هذه هي العبارة التي تتردد حالياً على لسان كافة مرتبات حرس الحدود في الجيش العربي، حيث تواجه القوات المسلحة في كل دول العالم، قوات مسلحة أخرى منظمة، لكن ما يحدث عبر الحدود، مختلفا تماما، حيث إن قواتنا المسلحة تواجه تهديدات مستجدة، وذلك من خلال مواجهة ميليشيات وجماعات إرهابية وعصابات المخدرات وطائرات مسيّرة، ما يعني أن نوعا جديدا من التحديات أصبح أمامنا.

ربما لم يفصح جيشنا عن كل ما يدور عبر الحدود من مواجهات يومية مع المهربين، فأغلب المواجهات تتم فيها تطبيق قواعد الاشتباك، حيث إن المهربين يسعون بكافة الطرق إلى إدخال المخدرات إلى الأردن والهدف إما تمريرها لخارجه أو إبقائها فيه.

ولا يخفى على أحد أن تعدد الولاءات والأوضاع الراهنة في الجنوب السوري، عوامل أدت لارتفاع محاولات التسلل إلى الأردن والتهريب، حيث تستغل بعض الميليشيات أوضاع العديد من أهالي الجنوب السوري، وتعمل على تمويلهم من عمليات التهريب، وذلك لكسب رضاهم بالجنوب.

الأردن وضع مؤخرا وزير الدفاع السوري رئيس الأركان العماد علي أيوب، خلال زيارته عمان، أمام التطورات على الحدود، وإطلاعه على جميع مشاهد محاولات التهريب إلى الأردن، ووضع الحقائق والمعلومات كافة أمامه على الطاولة، حيث شهدت الأمور ضبطا مؤقتا لم يدم طويلاً.

القوات المسلحة الأردنية لن تقبل باستمرار الوضع القائم وارتفاع محاولات التسلل والتهريب، وأرسلت العديد من الرسائل حول هذا الشأن إلى الجهات السورية مفادها “إذا لم تتصرفوا سنتصرف وسنحمي حدودنا”، الأمر الذي ساهم بتخفيف جزئي لمحاولات التهريب قبل أن تعود مجدداً للارتفاع.

محاولة التهريب عبر الحدود الأردنية السورية، ليس بالجديد، والتهديد قائم منذ نحو 10 سنوات، لكن المستجدات تتمحور حول زيادة محاولات التهريب عبر الواجهة الشمالية، من خلال جهد يبدو أنه موحد ومنظم ضمن عمل ميليشي بالتنسيق مع أجهزة أخرى، القوات المسلحة على علم ومعرفة تامة بها.

القوات المسلحة الأردنية ليست عاجزة في الدفاع عن الوطن، وتمتلك من الإمكانيات والتجهيزات ما تستطيع به أن تحمي مقدرات الدولة الأردنية، حيث تمتلك الخطط وكافة المعلومات التي تساهم بذلك وفق ضوابط ومحددات واحترافية الجيش العربي، كما تستطيع القوات المسلحة أن تصل إلى ما تريد ضمن مصالح الدولة الأردنية.

الجهد الاستخباري في الحفاظ على الأمن الوطني مهماً، حيث تشهد الآن كافة الأجهزة الاستخباراتية الأردنية انسجاما تاما وفهما أردنيا كاملا لما يجري عبر الحدود، ما من شأنه أن يجعل الأردن أقوى في مواجهة هذه الزمرة الخارجة عن القانون، حيث تكللت الجهود بين القوات المسلحة وادارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية، بالحدّ من محاولات التهريب من سوريا إلى الأردن ووأدها قبل تصل المنطقة الحرام.

رسالة القوات المسلحة وبعد توجيهات رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي بتغيير قواعد الاشتباك، باتت واضحة للجميع، ” كل من يقترب من حدودنا أو يحاول الدخول إلى أراضينا بطريقة غير مشروعة سيقتل لا محال”.

تغيير قواعد الاشتباك تعني أيضا دعم قوات حرس الحدود، بالطائرات المسيرة لكشف محاولات التهريب وإضافة رادارات المراقبة، بالإضافة إلى المدفعيات الثقيلة والمتوسطة والكوادر البشرية الإضافية من كافة الصنوف ما يعني أن الأردن يتجهز بكل إمكانياته لمواجهة أية مخاطر قد تتأتى من قبل الحدود.

القوات المسلحة أحبطت خلال العام 2020، محاولات تهريب نحو 9522 كف حشيش، وفي العام 2021، أحبطت القوات المسلحة، محاولات تهريب نحو 18 ألف كف حشيش، بينما بلغ مجموع ما أحبطته القوات المسلحة منذ بداية العام 2022، ما مجموعه 6643 كف حشيش، في نحو أسبوعين فقط.

في العام 2021، أحبطت القوات المسلحة، تهريب أكثر من 15 مليون حبة مخدرة “كبتاغون”، فيما تم إحباط تهريب 5.5 مليون حبة “كبتاغون” في الأسبوعين الأولين من العام 2022، وتشير التقارير إلى أن سوريا أصبحت من المصنعين الرئيسيين لمادة “الكبتاغون” المخدرة، حيث تم ضبط نحو مليون و400 ألف حبة مخدرة من هذا النوع في 2020.

عمليات التهريب لم تقتصر على السموم المخدرة، بل شملت أيضاً أسلحة متنوعة، إذ جرى ضبط 24 قطعة سلاح خلال عام 2020، في حين جرى ضبط 143 قطعة خلال العام الماضي، كما ضبط بواسل الجيش العربي نحو 340 نوعاً من الذخائر عام 2020، والتي زادت بشكل ملحوظ لتبلغ 3236 نوعا خلال العام الماضي 2021.

قرارات القوات المسلحة الأردنية لا تقوم على العواطف، ولا مجال في ذلك، حيث حماية مقدرات الدولة الأردنية والأردنيين، أولوية لا يساوم عليها نشامى قواتنا المسلحة، وكل محاولة ستمس أمنه ستواجه بالردع العدواني.

يشار إلى أن محاولات تهريب المخدرات من الحدود السورية، تستهدف الأردن، وبعدها دول الخليج العربي، وهو ما يرفضه الأردن من منطلقه الديني والعروبي.

هلا أخبار

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012