أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حرارة أردنية في الجسد اللبناني

بقلم : زهبر ماجد
30-01-2022 12:59 AM

إذا صح الكلام وصحت التوقعات ومعها اتفاق الدول الثلاث لبنان وسوريا والاردن من اجل دعم لبنان بالكهرباء، فنحن امام صورة من صور الحلم العربي المترابط الذي يريد الدفاع عن نفسه بخلق ايجابيات له.

أما وان موعد تلك الكهرباء لم يأت بعد، فإن بهجة اللبنانيين ستكون كبيرة وسرورهم عميقا وهم تتحرك ايامهم بالكهرباء الاردنية، بإحساس لا مثيل له بأن العرب يمكنهم ان يجدوا نظام حياة مشترك يساعدهم على تطوير حياتهم نحو المزيد من إثبات الذات.

ستدخل الكهرباء الاردنية الى البيوت اللبنانية والى الجسد اللبناني الذي يحتاج لحرارة.. إنها منحة الأخوة ولو بثمن، لا أحد يعطي بالمجان، مثلما تكاليفها على الاردن، يجب ان تكون هنالك تكلفة ايضا يدفعها اللبناني لكي يدخل الى حياته ساعات اضافية من الكهرباء.

هذا الجسد العربي الواحد كم دافعنا عنه، وكم قلنا عن ايامه الزاهرة اذا ماتحول الى حقيقة. صناعة الحياة لدى العرب تأتي أولا من إحساسهم بانهم واحد في كل شيء، ثم تأتي التفاصيل التي تؤكد انهم جماعة صمت على حالتهم القطرية التي تأبى ان تصنع لهم تلك المشتركات.

غريب هذا العربي الذي يستيقظ صباحا على نشيده الوطني وينسى ان النشيد الأوفى لقيامته ان يكون هنالك نشيد عربي واحد يأخذ بالاعتبار إمكانيات الأمة وحاجات شعبها وأفكارهم.

منذ الاربعينات حين قامت الجامعة العربية، والعرب يرددون مقامات وحدوية، صنعوا كلاما جميلا لوحدتهم، لكنهم لم يبادروا الى إرساء القيم الكبرى لها. ومع أنهم جربوا الوحدة التي قامت بين مصر وسوريا (1958) وانفرط عقدها بعد ثلاث سنوات ، الا انها زلزلت الارض تحت اقدام الغرب وإسرائيل تحديدا .. أوجعتهم تلك الوحدة فأقاموا عليها الحد الى ان فرطوها بكل تقاليد المؤامرات التي لها علامات تعني من قام بها.

لاشك ان اللبنانيين يحتاجون لكل دعم عربي في أي مجال .. لكن الكهرباء هي المشغل الحقيقي لحياة سعيدة قادرة على كل شيء . بدون الكهرباء يعني الظلام التام ، ويعني ان الحياة بائسة ويائسة وبلا هدف وبلا رجاء وان الحياة موحشة وصعبة الاستمرار . بدون الكهرباء تتوقف عجلة التقدم ، وتصاب الأوطان برهاب الأيام التالية . هي أكبر من أزمة ومن مشكلة .

شكرا للأردن الذي بادر الى مد اليد، وغدا عندما تتحقق الآمال بكهرباء نظيفة، يمكن للانسان اللبناني ان لاينسى مرة ان هنالك من قدم شهادة أمل لشعب محتاج, بل عرف ان الدنيا إن ضاقت عليه فلن يجد غير اخوانه العرب الى جانبه، ولسوف يشعر بفرح تلبية احتياجاته.

انها سمة من سمات الوحدة أيها العرب الذين قرأتم ليل نهار 'بلاد العرب أوطاني'، كبرتم على هذا النشيد، لكن أوامر الغرب منعتكم من التجلي بوحدة تحقق لكم مبتغاكم.. لكني أظن ايضا، ان هنالك من لايريد الوحدة العربية، عربيا.

* صحفي وكاتب لبناني

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012