أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تقاعد وقوفاً

بقلم : د . فايز الصايغ
16-02-2022 11:19 PM

لكل تجربته في التقاعد ومشاعر 'التواقف'.. وانت ترفض التقاعد او تقنع نفسك به.. لكل مرحلة زمنية تواقفها ' اعني تقاعدها ' وهواجسها ومن ثم احلامها .. زمن التقاعد زمن المصالحة مع الذات ..زمن تصغير الكبائر وتكبير الصغائر ولكل منهما حساب خاص يختلف عن الحسابات قبلها …
زمن التقاعد يا صديقي زمن المراجعات الكبرى التي لم يتوفر لها الوقت الكافي للتقييم واتخاذ موقف منها جاد ومسؤول .. زمن الاستعراض الهادئ للمواقف التي مررت بها او دُفعت للمرور بها دون ارادتك ولا رغبتك ولا استعدادك ، والتي لو اعيدت امامك الآن لاتخذت موقفا اخر ولو كلفك كل سنوات ما قبل التقاعد … .
واذا كان القلب والقلم لايزالان على قيود الشهيق والزفير المنتظم فعليك الاعتكاف على تدوين ما كنت تعتقد انه صح واتخذته لك نهجاً ، وما كنت تعتقد انه خطأ ولم تنتقده وتقف في وجهه وكن صريحا مع نفسك وصادقاً معها ٠
زمن التقاعد والذي اسميته التواقف بمعنى تقاعد واقفاً هو زمن المصالحة مع نفسك والاصح زمن الحب الصافي الخالي من الاغراض والاعراض العرضية…
هي بعض ملاحظات تجربتي التي ما زلت فيها ولا ازال في طور المصالحة المرجوة ولم انجز المطلوب بعد ..
اهم ما قيل لي عند احالتي على التقاعد هو الحمد لله على السلامة
وهذا هو الاهم لان مهنتنا كما توصف بانها مهنة الهموم والمتاعب والاعمار القصيرة نسبياً…
هي تجربة مؤداها ان تقضي معظم وقتك في بيتك وترى مالم تكن تعلم عنه شيئاً وتعيد تقييم دورك في بناء الاسرة وكيف ينضج الزمن وتستوي الحياة وانت على كرسيّك المخصص لك تطالع او تكتب او تتذمر او تتألم بصمت او تصرخ ولا احد يسمعك..
هي رحله مع الذات عقيمة النتائج لانك لم تعد قادراً على تعديل ما استقرّت عليه الحياة ولا تصويب ما اعتقدت انه اعوجاج حصل في غفلة منك وانت مشغول في مهنة الهموم والمتاعب٠
دع كل شيء يمر كما هو ..دع غيرك يعمل ما يراه لنفسه ملائما ..دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر عندها تقضي تقاعداً مريحا .. لا الصغائر تعنيك ولا انت قادر على معالجة الكبائر ..اهتم بما اهملت ..صحتك لكي تجنب نفسك عَوَزَك للغير واذا تمكنت من هذا الامر وضمنت الموت واقفاً فهو ارقى انواع التقاعد …
دمتم بخير ….

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012