أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أتمنى قيام الحرب يا سادة

بقلم : النوي قحدون
19-02-2022 06:22 AM

ويحدثونك عن غزو وشيك لأوكرانيا من طرف روسيا ويحذرون رعاياهم من البقاء في هذا البلد ولو ليوم إضافي بل ويقولون ان رحلات الطيران على وشك التوقف ثم يقرأون فنجان توقيت الحرب فيحصرونها بين بداية الألعاب الاولمبية الشتوية في بكين او في وسطها او مع نهايتها ولاحظوا معي ذلك الربط بين توقيت الألعاب والغزو الروسي المنتظر وتتحرك آلات الدعاية الغربية من كل صوب وقد أصبحت السماء مفتوحة واكثر زرقة فيحتلون هذا الفضاء ويمارسون لعبهم الدنيئة على كم البشر الذي اصبح يستقبل ويتقبل كل شيء ولا مجال للتحليل او القراءة بين السطور فمن دعوات الرحيل الى دعوات التعقل لبوتين مترجية إياه سلوك الطريق الدبلوماسي الى التشكيك في انسحاب الجنود الى عدهم عدا تتشابه التغطيات في عناوينها فنستهلك نحن ثم نستهلك ثانية فقط ليقنعونا بما أرادوا لنا .
هي الحرب إذن في نظرهم… وماذا بعد عن هولنا ورعبنا وقد قال اجدادي في امثالهم “لا لنا في العير ولا في النفير ” اليس الامر بعيدا عنا ,ويتحدثون أيضا عن نزاع داخلي بين حكومة كييف المركزية وجمهوريتين الى شرقها تريدان الانفصال ومقربتين من موسكو وماذا في ذلك فأمصار ومناطق عديدة في العالم قد تنحو الى الاستقلال الذاتي او المطلق دون ان تثير ضجة كالتي يثيرونها اليوم في بلاد الصقيع تلك وقد اخبرونا أيضا ان اهل تلك البلاد وقعوا على معاهدة سنة الفين وأربع عشرة سموها منسك ولم تحترم من جانب كييف المهووسة بالانضمام الى الناتو والتي يحكمها فنان وممثل سابق يجيد العزف على البيانو ومتشبع بقيم الرأسمالية الامريكية ومتحرر الى ابعد الحدود لم يخض حربا بالتأكيد ولا قرأ عنها إلا من خلال ما يصوره الامريكيون عن بوتين –هتلر وانتصار الحلفاء بضربات جوية عابرة من المحيط الى الغرب فتسقط فوق موسكو وتدمر روسيا بفضل وقوف قوات الناتو الى جانبه في معركة قد يخلد فيها اسمه الى الابد فها هو يحتفل بعيد الحب غير مبال وقد حطت بواخر وسفن وطائرات واسلحة يقال عنها فتاكة … ومن كندا ايضا ولاحظوا أيضا فتك السلاح الكندي لتكتمل لعبة يعشقها المراهقون على شاكلة زيلينسكي وجاستن ترودو او ربما هم مقتنعون انها من العاب البلاي ستايشن لذلك يدللهم العالم كقادة جدد لهذا الجيل المسخ من السياسيين و قدوتهم رئيس فرنسي يمارس حنكته الدبلوماسية مع بوتين على طاولة ميزتها الوحيدة في طولها … وتشدني ذكريات الحرب عندما كانت حربا بالفعل الى جنون هتلر وغزو بولندا الى فتح الجبهة الغربية بداية من السيطرة على باريس ثم التوجه غربا نحو سواحل المحيط الاطلسي والعودة مرة أخرى الى فتح الجبهة الشرقية ثم الهجوم المعاكس من الحلفاء في معارك ميدواي والعلمين وستالين غراد وإنزال النورماندي وإلقاء القنابل النووية في هيروشيما وناغازاكي ثم استسلام برلين لتخلف الحرب ملايين القتلى وملايين أخرى من الجياع وتهديم البنى التحتية لعشرات من الدول فتغيرت الخارطة السياسية والنسيج الاجتماعي واستقوت دول بانتصارها على حساب دول أخرى وتماهى العالم ليدخل نظاما جديدا ميزته حرب أخرى سموها بالباردة لتنزل بردا وسلاما على شعوب وينتهي الامر بشعوب أخرى الى نيل استقلالها الوطني في الظاهر وتقبع في خانة المتخلفين الى يوم الناس هذا ولا يكاد يبارحني سؤال حتى ينغص عني السؤال … ومالنا نحن في كل ذلك .
لقد استسلمت برلين منذ ست وسبعين سنة وهي التي تجرعت مرارة الحرب وقد اسقطها السوفيات في مقاومة حقيقة لذلك فإن اولاف شولتس المستشار الألماني هو اول من يدرك معنى الحرب يخبره عنها اجداده من الاحياء ويتحسس قساوتها مع كل قراءة لمعاهدة استسلام او شرط مذل في ثناياها فيتعقل في ركوب الموجة ومن الضفة الأخرى ينام العملاق الصيني وعينه لا تغفل على امبراطورية مكتملة البناء فيعلم قبل غيره ان لهو الصبية ما يلبث ان يهدأ مع اول غفلة ظلام مخيف او صورة لوحش تطل من مياه البحر الأصفر لذلك تراه غير مبال بما يجري إلا بالقدر الذي تمليه الالتزامات الدبلوماسية كطرف حليف لجاره الروسي واهدأوا يا عرب وواصلوا الغوص في ملذاتكم فالحرب لن تقوم ولو تمناها مثلي فأطمئنوا .

كاتب جزائري 'رأي اليوم'

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012