أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الحكومة الجديدة والقنبلة الموقوتة

بقلم : د. حسين خازر المجالي
07-05-2012 09:11 AM

لا بد من الاعتراف أولا بأن مصائب البلد لم تأت مرة واحدة أو بخطأ شخصي، إنها تراكمات سياسة عمياء استمرت عقودا عجاف في ظل إهمال واضح لمصالح الوطن واستهتار بالمواطن واستعلاء لا مثيل له في حقبة استبدادية عنوانها التخويف والسلطة المطلقة والاستفراد بالقرار والتغييب المتعمد لرموز الوطن وأحزابه عن الساحة والقرارات المصيرية.

الله يخلف على الربيع العربي، الذي كشف المستور، وفضح الأسرار، وأظهر العورات القبيحة والذي أفصح عن عصابات وشلل الفساد، كيف تعاون رجال السياسة مع رجال المال مع رجال الأمن في تضييع البلد وتصفيته ولم يبق إلا أن ينادى عليه في المزاد العلني لأفضل الأسعار في بضاعة مزجاة، كم انخدعنا بأسماء ووجوه ورجال كنا نظنّ أنهم للوطن مخلصين وللأمة منتمين، وإذا بهم لمصالحهم يعملون ولنواديهم يبذلون وعلى كبيرهم يتوكلون.

الحكومة الجديدة يبدو من خلال القراءة الأولية أنها حكومة تأزيم، وهذا التأزيم أخذ ضوءا أخضر من كتاب التكليف، إذ فيه إشارة واضحة للتحرك في موضوع زيادة أسعار الكهرباء ورفع الدعم عن المشتقات النفطية، أرقام وحسابات لا ندري مدى مصداقيتها إذ لا أحد يستطيع أن يدقق أو يسمح له أن يدقق (وهذا خلل في النهج السياسي إذ من حق الأحزاب ومراكز البحث أن تحصل على المعلومات اللازمة لذلك)، هذه الزيادة ورفع الدعم سيؤدي بالتالي إلى زيادة متلازمة في أسعار كثير من السلع التي تعتمد على الوقود بشقيه النفط والكهرباء، مما يزيد من العبء الثقيل أصلا على كاهل المواطن ويقوده إلى الضجر المترجم في الشارع.

القنبلة الموقوتة هي أن يتحرك الشارع دفاعا عن كرامة المواطن، فلا أعتقد أن المواطن بات يصبر أكثر على الإهمال الواضح للحكومات المتعاقبة في تحسين ظروف معيشته، فكيف إذا زادت الأسعار عليه؟ لا شك أنه سيحتكم إلى الشارع، وعندها سيحصل ما لا يحمد عقباه، فلن يعود الشارع للنخب المطالبة بالإصلاح في ظل نهج سلمي وشعارات معقولة، بل سينتقل إلى حراك شعبي لا أقول تحركه المعدة ودافعية الجوع والعطش فنحن لسنا بهائم، بل تحركه الكرامة والكبرياء والتي هي سمة المواطن الأردني الذي لا يصبر على من يجرح كبريائه أو يخدش مروءته.

الحكومة الجديدة بطاقمها الثلاثين ووعودها التي تحتاج سنين، واضح أنها غير قادرة على الالتزام بتحقيق كرامة المواطن، والخروج به من نكد العيش وتردّي الحال إلى مستوى معيشة أفضل، ناهيك عن الوفاء بإنجاز قوانين راقية ملبية لطموحات النخب، وأخصّ هنا قوانين الانتخابات والهيئة المستقلة، إلا إذا تمّ سلق القرارات والتحجج بأنها نتاج لقاءات مع النخب والميدان وهي أكذوبة تمّ بموجبها سابقا إقرار نظام الصوت الواحد السيء الصيت والسيرة بطريقة هزلية. ولعل تلميحات الرئيس الجديد القديم في مدح نظام الصوت الواحد هو الرجوع إلى الماضي البئيس بأخطائه وتكرارها من جديد لضمان استقرار وهمي للدولة يخدعوننا به، مستعينين بتجييش بعض الكتاب ومديري الندوات وبعض شيوخ العشائر ورموز تم شراؤها منذ زمن لهذه الغاية، إذا كانت الأمور ستتم بهذا الشكل، فاقرئوا على الوطن السلام وكل عام وأنتم بخير.
حمى الله الأردن، وجنبه الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

husseinalmajali@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-05-2012 06:28 PM

الاصلاح مصطلح يستخدم في اللغة لما هو معطوب والنتيجة ان يعود الى الحد الادنى من الاداء الذي كان فيه ،، والاصلاح في الاردن مصطلح يستخدم للماطلة والتسويف واخفاء الملفات التي تدين كل الفاسدين ،، لذلك لن تجد في الوطن من يؤمن بالاصلاح الذي تتحدث عنه الحكومات لسبب بات يعلمه ابناء الوطن الكادحين لأن ما يدعون اصلاحه قد نخره السوس والعفن وبات بحاجة الى رميه واستبداله .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012