|
الأربعاء , 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
عملياتُ تجميل أَم تقبيح ؟! (1-2)
بقلم : محمد داودية 23-03-2022 03:10 PM ترفض ميريل ستريب ملكة هوليود، الفنانة السبعينية، التي ما يزال جمالها يخلب الألباب، الفائزة بجائزة الأوسكار ثلاث مرات، والتي اختيرت من قبل عدة نقاد 'كأعظم ممثلة حية، وأفضل ممثلة في جيلها'، ترفض عمليات التجميل، التي تتهافت عليها نساءُ العالم، والتي أدّت في بعض الأحيان إلى تشوهاتٍ ووفيات، وإلى نتائج عكس تلك التي ترجوها النساء. تقول هذه الفنانة العملاقة، التي مثّلت أدوارا معقدة متنوعة، مثل فيلم 'المرأة الحديدية- تاتشر': 'أبدا لن أسمح لأحدٍ بإزالة تجاعيد جبيني، فهي نتيجة دهشتي أمام جمال الحياة، أو تلك المحيطة بفمي، لأنها تُظهِر كم ضحكتُ وكم قَبَّلْتُ، ولا حتى البقع السوداء تحت عينيّ، فخلفها تختبئ ذكرياتُ أحزاني وبكائي. إنها جزءٌ مني وأُحب جمالَها. سأُبُقِي على ملامحي لأنها دلالة على تجاربي في الحياة'. وميريل ستريب معروفة بظهورها الكثيف في المهرجانات والحفلات، وبدورها الإيجابي في الحياة العامة، الذي حصلت بسببه على أعلى وسام تقدير في الولايات المتحدة، لمن أسهموا في الحياة العامة، وفي مجال الحريات والثقافة. ونعرف كلنا عن أخطاء عمليات تجميل، شوهت وجوه صاحباتها !! ولا تخفى على الناظرين، النساء اللواتي أجرين عمليات تصغير أنوف، ونفخ شفايف، ورفع حواجب، وشفط دهون، وإزالة شعر الحواجب ورسمها بالتاتو، وإجراء عمليات أخرى 'غريبة' عجيبة، نَعِفّ عن ذِكرها !! لقد دخلنا مرحلة الصحوة على مخاطر تلك التقليعة، التي أخضعت ملامح النساء إلى تغييرات لا داعي لها، والتي بكل الأحوال لا يمكن إخفاؤها، وفي بعض الأحوال تصبح مدعاةَ تندرٍ وتأسفٍ ومسخرة، علاوة على إنها مضيعةٌ للمال ومسخٌ للأشكال. لقد خلقنا اللهُ في أحسن تقويم، ومن صميم الخِلقة الحسنة، الاعتراف بالتغيرات الطبيعية على الشكل الخارجي للإنسان، التي تنجم عن التقدم في العمر، كالشيب في الشعر، والتغضّن في العنق، والتجاعيد حول العينين والشفتين ... الخ. و مِن الخطأ -كي لا أقول الخطيئة- العبثُ بالتقويم الحَسَن الجميل، الذي خلقنا الله عليه. مبكرا وصَف المتنبي، شاعرُ العرب الكبير، الحُسنَ الرباني قائلا: حُسنُ الحضارة مجلوبٌ بتطريةٍ، وفي البداوةِ حُسنٌ غيرُ مجلوبِ.
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق