أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لعنة جنين- اسطورة تأبى النسيان تقض مضاجع الاحتلال….!

بقلم : نواف الزرو
04-04-2022 10:50 PM

فتحت الاشتباكات والمعارك وأزيز الرصاص وانفجارات القنابل والمتفجرات التي وقعت فجر الخميس 31 مارس 2022 في مخيم جنين والتي أدت لاستشهاد ثلاثة شبان وإصابة 15 أخرين بينهم حالات خطيرة ذكريات معركة جنين التي وقعت قبل 20 عاماً والتي تتزامن ذكراها هذه الايام، ولا يزال المخيم بالرغم من مرور السنوات هو العقدة الوحيدة التي تُخلخل حسابات الاحتلال الاستراتيجية في الضفة الغربية، وتحولت الى اسطورة في سجل الكفاح الفلسطيني في مواجهة الاحتلال. ولا يزال مخيم جنين يقدم الشهداء الأبطال الذين يسقطون تباعا في مواجهة المنظومة العسكرية والامنية الاجرامية الاحتلالية المزعومة واعتداءاتها المتكررة على الفلسطينيين، في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال جاهدا الى كسر معنويات الاهل و المقاومة باقتحام منازل ذويهم وتهديدهم بالقتل والاغتيال، باحثا عن صورة نصر وهمية ترضي المجتمع الصهيوني.
في هذه المعركة على الوعي يعترف عاموس هارئيل المراسل والمحلل العسكري الإسرائيلي لصحيفة هآرتس العبرية الجمعة 2022-3-4″ ان جنين عادت كما كانت قبل عملية السور الواقي/2002″، فكيف كانت ولماذا يعمل الاحتلال الف حساب لها…؟!
في الرد الموثق بمئات الشهادات والوثائق والاعترافات فإن معارك جنين او قلعة جنين كما اطلق عليها مراسلون وكتاب صهاينة اسطورة تأبى النسيان..
وحكاية ملحمية من حكايات الانتفاضات والثورات الفلسطينية الموسوعية..
عشرون عاما انقضت عليها وما تزال في الذهن والذاكرة …
صفحة ناصعة في موسوعة المعارك الاسطورية في مواجهة”الجيش الذي لا يقهر”…
قلبت وما تزال معاركها كافة الحسابات العسكرية الاسرائيلية…
كان أبطالها من زمنٍ آخر، قاتلوا بروحٍ وعزيمة اذهلت ذلك الجيش المتعجرف..
نساؤها وشيوخها وأطفالها كتبوا بدمائهم وبطولاتهم ملحمة صمودية ترسخت في الوعي والذاكرة الوطنية الفلسطينية والعربية.
اطلق عليها بعض الكتاب الاسرائيليين اسم”ستالينغراد الفلسطينيين”…
واطلق عليها الفلسطينيون”جنينغراد”…
انها معارك جنين الملحمية المتواصلة التي لا يمكن للفلسطيني اوالعربي ان يمر هكذا على ذكراها دون ان يستحضرها، برغم زخم وتلاحق الاحداث اليومية الكبيرة، تلك المعارك التي ترتفي في الوعي الجمعي الفلسطيني والعربي الى مستوى الاسطورة.
ولعل اعترافات قائد وحدة المستعربين في الضفة الغربية المحتلة الملقب “د” الاربعاء 2021/7/14 من اهم الشهادات والاعترافات المعادية على حقيقة الملحمة الكبيرة التي يخوضها اهل جنين ومخيمها ضد قوات ومستعربي ومستعمري الاحتلال، وجاء في اعترافات قائد المستعربين لصحيفة يديعوت احرونوت:”إن واقعًا جديدًا يجري فرضه وتغييره في مدينة جنين ومخيمها شمالًا خلال الفترة الأخيرة، ما يشكل تحديًا كبيرًا لجيش الاحتلال الإسرائيل” موضحا:” أن ما يحدث في المدينة من اشتباكات عنيفة يعتبر حدثًا غير مألوف في الضفة الغربية المحتلة”، مستطردا:”أن قوة خاصة كادت أن تقع في كمين نصبه لها مجموعة مسلحين في جنين قبل أسبوعين وانتهت الليلة بثلاثة قتلى- شهداء- فلسطينيين دون إصابات بصفوف القوة-على حد زعمه-“، وقال الضابط خلال وصفه لما حدث: “دخلنا جنين لتنفيذ عملية اعتقال لمطلوبين بناءً على معلومات من الشاباك، وخططنا لعملية اقتحام سيرًا على الأقدام كما في كل مرة”، وأضاف: “بعد تنفيذ الاعتقال فوجئنا بإطلاق نار عنيف ومن مسافة قصيرة جدًا لأمتار معدودة، مقابل عمليات إطلاق نار سابقة كانت تتم من مسافات مئات الأمتار”.
وتحدث قائد قوة المستعربين الاجرامية عن جرأة كبيرة يتمتع بها المسلحون الفلسطينيون قائلًا: “لقد شخصوا قافلتنا وهاجموها بكمين محكم جيدًا (..) استغرقنا وقتًا لنفهم ما الذي يجري بالضبط ومن أين تطلق النيران”، وأكمل: “ساد المكان كثير من الفوضى والارتباك، وعندها وصل المكان مجموعة من المسلحين على دراجات نارية وألقوا عبوات ناسفة كبيرة على مركبات عسكرية وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار، وتعرضنا للنيران من كل اتجاه”، وتابع الضابط حديثه عن الكمين: “أعدوا لنا مفاجأة بعد مفاجأة وبعدها خرجنا من المركبات وأطلقنا النار صوب مصادر النيران، لكنني فهمت لحظتها أن أمرًا ما قد يقع هنا ويجب القيام بشيء وبعدها استهدفت القوة المسلحين فقتلت ثلاثة منهم”.
وتطرق قائد المستعربين لعملية الاقتحام لجنين بقوله “إنه جرى خلالها اعتقال ثلاثة فلسطينيين وتعطلت إحدى الآليات العسكرية خلال إطلاق النار الكثيف صوب الدوريات”، وقال: “شعرنا للحظة بأننا كالإوز في ميدان الرماية (..) بدأ يدور بمخيلتي السيناريوهات الفظيعة بوجود مصابين واستقدام طائرات لنقلهم للمشافي وسيارات اسعاف”، وتابع الضابط: “فوضى كبيرة (..) عندها أطلقنا النار صوب مصادر النيران فأصيب مسلح من مسافة قصيرة، إذ كان يبعد عنا 20 مترًا فسحبه رفاقه وسيطرنا على سلاحه”، واختتم حديثه بأنه “شعر بفقدان توازنه في العملية السابقة”، مشددًا على أن الحديث يدور عن تهديد كبير للقوات المقتحمة للمدينة.
إذن …وبشهادة قائد وحدة المستعربين الاجرامية وبشهادات عديدة سابقة عن معارك جنين أيضاً: فقد دخل المخيم التاريخ من أوسع أبوابه، لأن قصة صموده وبطولة مقاتليه دفعت إلى قراءة ما حصل هناك، خاصة مع اختلاف موازين القوى وحجم الخسائر وشراسة المعارك وعنفوانها، وقصة الخدع والافخاخ التي تميز بها مقاتلو المخيم، وفي النهاية قصة كل الشهداء، الذين قاتلوا حتى الرمق الأخير.
ولا تتوقف القصص والحكايات عند حد معين ففي كل زاوية وممر قصة، وتحت كل منزل مهدم وركام منثور بطولة شهيد التصق بالسلاح، هناك استشهد طه زبيدي، وهنالك استشهد شادي النوباني، وهنا استشهد الشيخ رياض بدير ، وهناك ايضا محمود ، ومحمد وغيرهم من المقاتلين الأبطال.
وهكذا .. يتحول مخيم جنين إلى رمز للبطولة والصمود والكفاح الفلسطينية وأسطورة تتكرس في وعي وذاكرة الفلسطينيين والعرب على مدى التاريخ الراهن والقادم
نعتز ونفتخر وننحني اجلالا وتقديرا لجنين ومخيمها واهلها وابطاله الذي يواصلون خوض وتسطير المعارك الملحمية في مواجهة جيش ومستعربي الاحتلال ….! .
Nzaro22@hotmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012